ومعنى ذلك أن خالداً وصل إلى قرب معسكر طليحة ، فرأى الفارسين الذين أرسلها طليعة مقتولين ، فانذعر وخاف ، وانسحب ! ففرح طليحة بجزع خالد وجيشه و « هزيمته » واعتبر ذلك انتصاراً له ، فنقل معسكره إلى قطن ، فكانت مكان معركته مع المسلمين عندما رجعوا ! وقد يعتذر عن خالد بأن المسلمين جزعوا وخافوا ، ولما رأى خالد ذلك اقترح عليهم الانسحاب ! لكن القائد الشجاع يُخرج جنوده من الخوف ويشجعهم ! أو يعتذرون له بأن عدياً كان أرسل له وهو في الطريق أن يأتيهم أولاً ، ليضاعف له عدد جيشه . فقد روى الطبري : 2 / 484 : « عن عدي بن حاتم قال : بعثت إلى خالد بن الوليد أن سر إليَّ فأقم عندي أياماً ، حتى أبعث إلى قبائل طيئ ، فأجمع لك منهم أكثر ممن معك ، ثم أصحبك إلى عدوك قال فسار إليَّ » . لكنه عذر لا ينفي عن خالد الجُبن ، فلماذا لم يقصد طيئاً قبل أن يصل إلى بُزَّاخَة ويرى القتيلين من أصحابه ، والطريق مختلف ، والمسافة يومان أو أربعة أيام ؟ ! بل يبدو أن رسالة عدي إلى خالد مكذوبة ، للدفاع عن خالد لئلا يتهم بالجبن ! ( 18 ) كان عدي ملجأ خالد ومرجعه يتضح لمن قرأ أخبارهما أن عدياً كان مرجعاً وملجأً لخالد في الرأي والإدارة والتدبير ، وسترى أن عدياً قائد عسكري بطل ، رضي الله عنه . قال الطبري : 2 / 485 : « حدثني سعد بن مجاهد أنه سمع أشياخاً من قومه يقولون : سألْنا خالداً أن نكفيه قيساً فإن بني أسد حلفاؤنا . فقال : والله ما قيس بأوهن الشوكتين ، إصمدوا إلى أي القبيلتين أحببتم .