قتل سيدان من سادات المسلمين ، وفارسان من فرسانهم ! فانصرف خالد نحو طيئ ! حدثنا عبد السلام بن سويد أن بعض الأنصار حدثه ، أن خالداً لما رأى ما بأصحابه من الجزع عند مقتل ثابت وعكاشة قال لهم : هل لكم إلى أن أميل بكم إلى حي من أحياء العرب ، كثير عددهم شديدة شوكتهم ، لم يرتد منهم عن الإسلام أحد ؟ فقال له الناس : ومن هذا الحي الذي تعنى ، فنعم والله الحي هو ؟ قال لهم : طيئ . فقالوا : وفقك الله ، نعم الرأي رأيت . فانصرف بهم حتى نزل بالجيش في طيئ . قال هشام : حدثني جديل بن خباب النبهاني ، من بنى عمرو بن أبيّ : أن خالداً جاء حتى نزل على أرك ، مدينة سلمى . قال هشام : قال أبو مخنف حدثني إسحاق أنه نزل بأجأ ، ثم تعبأ لحربه ثم سار حتى التقيا على بُزَّاخَة ، وبنو عامر على سادتهم وقادتهم قريباً ، يستمعون ويتربصون على من تكون الدبرة » . أقول : تبعد حائل عن المدينة 450 كيلومتراً ، وهي المسافة التي قطعها المسلمون مع خالد قاصدين بُزَّاخَة قرب حائل على بعد 40 كيلو متراً ، وكانوا 2700 رجلاً فوصلوا إلى قطن ، حيث قتل عكاشة وثابت . ( تاريخ خليفة / 65 ) . وقطن قرب بُزَّاخَة ، أما منازل طيئ فأقربها إلى بُزَّاخَة جبل أجأ نحو 100 كيلو متر ، أما جبل سلمى ومدينة سلمى التي ذكروا أن خالداً ذهب إليها ( النهاية : 6 / 349 ) ، فتبعد كما ذكروا في جغرافية حائل 175 كيلو متراً .