( 5 ) أبو بكر يحاول مصالحة علي ( عليه السلام ) ويستشيره نلاحظ موقفين لَيِّنين لأبي بكر تجاه العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) في أول خلافته ، أحدهما عندما كان على منبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأتاه الحسن بن علي ( عليه السلام ) وكان غلاماً دون العاشرة فجرَّ ثوبه قائلاً : « إنزل عن منبر أبي ، واذهب إلى منبر أبيك » ! والثاني عندما قال عليٌّ لفاطمة ’ : « إن أبا بكر أرق من صاحبه ، فائته عندما يكون عمر غائباً ، فذهبت إليه » ، فكتب لها مرسوماً بإعادة فدك ! كما نلاحظ موقفين مهمين خالف فيهما أبو بكر عمر وأخذ برأي علي ( عليه السلام ) في إرساله جيش أسامة ، ثم في رد طلب المرتدين أتباع طليحة الأسدي . فقد روى ابن سعد في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) من طبقاته / 68 : « عن عروة أن أبا بكر خطب يوماً فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال : إنزل عن منبر أبي ! فقال أبو بكر : صدقت ، والله إنه لمنبر أبيك لا منبر أبى ، فبعث على إلى أبى بكر إنه غلام حدث وإنا لم نأمره . فقال أبو بكر : صدقت ، إنا لم نتهمك » . ورووا مثله عن الحسين ( عليه السلام ) أنه قال لعمر : « إنزل عن منبر أبي ، واذهب إلى منبر أبيك . فقال : إن أبي لم يكن له منبر ! فأقعدني معه ، فلما نزل قال : أي بنيَّ مَن علمك هذا ؟ قلت : ما علمنيه أحد . قال : أي بني وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم ! ووضع يده على رأسه ، وقال : أي بني ! لو جعلت تأتينا وتغشانا » .