ونلاحظ أن موقف عمر اللين مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، جاء تقليداً منه لموقف أبي بكر المشابه مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) . كما نلاحظ أن عمر أسند إنبات الشعر إلى محمد وعترته ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا برأي الوهابية شرك ! وهو عندنا توحيد لأن الله تعالى قال : وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ! فنسب الرزق إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فمثله نسبة عمر إنبات الشعر إلى أهل بيت النبي ( عليهم السلام ) . والمعنى أن الله تعالى أغنى المسلمين وأكرمهم ، وأنبت شعر رؤوسهم بواسطة آل محمد وبركتهم ( عليهم السلام ) . ونشير هنا إلى أن علماءهم اتفقوا على تصحيح النص ، وأن بعض رواياته بلفظ : « وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إلا الله ثم أنتم » لكن أكثر مصادرهم بلفظ : « إلا أنتم » كمعرفة الثقات للعجلي : 1 / 302 ، وتاريخ الذهبي : 5 / 100 ، وغيرها . وفي بعضها بلفظ : « الله ثم أنتم » كالإصابة : 2 / 69 ، وسير الذهبي : 3 / 285 ، وتهذيب التهذيب : 2 / 346 . ومعنى اللفظين واحد ، فالفعل يسند إلى الله تعالى حقيقة ، ويسند إليهم ( عليهم السلام ) مجازاً ، لأن الله جعلهم سبباً في عطائه . كما روى الطبري في دلائل الإمامة / 119 ، حوار الزهراء ( عليها السلام ) مع أبي بكر في إرثها ، وفيه : « زعمتَ أن النبوة لا تورث وإنما يورث ما دونها ، فما لي أمنع إرث أبي ؟ أأنزل الله في كتابه : إلا فاطمة بنت محمد . فدلني عليه أقنع به . . .