ومن نوع افتخار خالد بأبيه الدعي ، احتقاره لعمار بن ياسر رضي الله عنه ، فقد وصفه بأنه عبد لأنه حليف بني مخزوم والحليف عندهم يشبه العبد ، مع أنه حر من قبيلة عَنْس اليمانية ! ففي تاريخ دمشق : 43 / 401 ، أن عماراً تنازع مع خالد عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تشاتما ، فقال خالد بن الوليد : أيشتمني هذا العبد عندك أما والله لولاك ما شتمني ! فقال نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) : كُفَّ يا خالد عن عمار ، فإنه من يبغض عماراً يبغضه الله ، ومن يلعن عماراً يلعنه الله » . وفي فضائل الصحابة للنسائي / 50 : « قال : يا خالد لا تسب عماراً فإنه من سب عماراً يسبه الله ، ومن ينتقص عماراً ينتقصه الله ، ومن سفه عماراً يسفهه الله ملئ عمار بن ياسر إيماناً إلى مشاشه » . والحاكم : 3 / 389 ، وسنن النسائي : 5 / 74 ، وكبير الطبراني : 4 / 112 ، وسير الذهبي : 9 / 367 ، وغيرهم . ( 20 ) صُنَّاع النصر وأهل البلاء في معركة اليمامة كان سبب هزيمة المسلمين : أن المعركة في أرض العدو وبلده ، فبنو حنيفة مدافعون والمسلمون مهاجمون . وكان بإمكانهم أن يحاصروا بني حنيفة ويجروهم إلى المعركة في مكان آخر ، لكن خالداً لم يفعل . والسبب الثاني : أن قائد بني حنيفة كان يقاتل في أولهم : « ثم حسر عن رأسه ، ثم إنه حمل وحمل معه بنو حنيفة كحملة رجل واحد ، وانهزم المسلمون بين أيديهم ، وأسلموا سوادهم . . وصارت بنو حنيفة إلى فسطاط خالد » . ( ابن الأعثم : 1 / 27 ) .