أما قائد المسلمين خالد ، فلم يقاتل معهم وجلس في فسطاطه ، حتى وصلت الهزيمة مرةً إلى خيمته فهرب وترك « زوجته » أم تميم وأسيره المكتف مجَّاعة ، ودخل بنو حنيفة الخيمة وأراد أن يقتلوا زوجة خالد ، فأجارها مجَّاعة ! والسبب الثالث : أدار خالد المعركة بأسلوبه في إدارة كل معاركه ، فأمِّر قادة على القلب والمجنبتين ، وجلس في مؤخرة الجيش أو في جانبه ، فإن انتصر جيشه تقدم لإدارة النصر ، وإن انهزم انهزم معه ثم تشاور مع كبار ضباطه فيما يفعل . أما أثناء المعركة فقد يحضر لكن للمراقبة ، ويكون معه مجموعة حرس يسمونهم « حماته » . ولم أرَ أنه خاض مبارزة ولا غاص في جيش العدو : « وحمل خالد بن الوليد وقال لحماته : لا أوتين من خلفي حتى كان بحيال مسيلمة يطلب الفرصة ويرقب مسيلمة » . ( الطبري : 2 / 512 ) ولم يزد على المراقبة ! أما سبب انتصار المسلمين بعد هزائمهم ، فهو مبادرات أبطال شجعان شعروا بالمسؤولية واستعدوا للتضحية ، بمبادرة فردية ، وأحياناً جمعية بعد تشاور بينهم . وكان القائد خالد غائباً عنها ، وكأنه ليس في المعركة ! ونورد فيما يلي ترجمة مختصرة تكشف دور كل واحد من هؤلاء الأبطال ، الذين أنقذوا الموقف ، وقطفوا النصر للمسلمين في معركة اليمامة ، وهم : عمار بن ياسر . أبو دجانة الأنصاري . البراء بن مالك . ثابت بن قيس . بشير بن عبد الله وهو ابن عم ثابت . أم سليم نسيبة بنت عمارة .