قال ابن الأعثم : 1 / 32 : « دفع بنو حنيفة جانباً من حائط الحديقة فهدموه ، وخرجوا منها والسيف يأخذهم . وأقبل خالد بن الوليد حتى دخل الحديقة ومعه جماعة من المسلمين ، فوقف على مسيلمة وهو مقتول ونظر إليه ، فإذا هو أصفر أحمش ضعيف البدن ، فقال خالد بن الوليد : أين مجاعة بن مرارة ؟ فقال : ها أنا ذا أصلح الله الأمير ! فقال : هذا صاحبكم الذي أوقعكم ؟ ! فقال مجَّاعة : نعم أصلح الله الأمير ! هذا صاحبنا فلعنة الله عليه فلقد كان مشوماً على نفسه وعلى بني حنيفة » . ثم أعجب من افتخار خالد بأبيه ، وقوله : أنا ابن الوليد العَوْدِ ! وقوله : < شعر > أنا ابن أشياخٍ وسيفي السَّخْتُ * أعظم شئ حين يأتيك النَّفْتُ < / شعر > والنَّفْتُ : ما يلصق بالقدر من المرق ، أي العبرة بآخر القدر . ( العين : 8 / 127 ) . والرجل العَوْد : العالم بالأمور الذي لا يجهل مقامه . ( لسان العرب : 3 / 315 ) . فاعجب لقائد المسلمين يفتخر بأبيه الذي أنزل الله ذمه في القرآن ! فلو حل الإيمان في قلبه لما افتخر بمن قال الله تعالى فيه : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً . . وقال فيه : وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ . مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ . عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ . أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ . وقد اتفق المؤرخون والمفسرون على أنها نزلت في الوليد ! قال في تفسير الجلالين / 758 : ( دعيٌّ في قريش ، وهو الوليد بن المغيرة ، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة ) . وابن إسحاق : 2 / 140 ، والقرطبي : 19 / 71 . وعشرات المصادر