ثم قرر المسلمون أن يقتحموا الحديقة بأجمعهم ، فنجح اقتحامهم ، وانتقلت المعركة إلى داخل الحديقة ، حتى قتل الله عدو الله مسيلمة . قال ابن الأعثم : 1 / 31 : « التفت بنو حنيفة إلى مسيلمة فقالوا له : يا أبا ثمامة ألا ترى إلى ما نحن فيه من قتال هؤلاء ؟ فقال مسيلمة : بهذا أتاني الوحي أن القوم يُلجؤوكم إلى هذه الحديقة ويكون قتالكم معهم في جوفها ، فقال له بعضهم : فأين ما وعدتنا من ربك بأنه ينصرنا على عدونا ، وأن هذا الدين الذي نحن فيه هو الدين القيم ؟ فقال مسيلمة : أما الدين فلا دين لكم ، ولكن قاتلوا عن أحسابكم . قال : فعند ذلك علم القوم أنهم كانوا في غرور وضلال . . فاقتحم المسلمون بأجمعهم على مسيلمة وأصحابه فقاتلوهم حتى احمرت الأرض من الدماء » . وبعد قتل مسيلمة تشجع خالد : « أقبل خالد بن الوليد حتى دخل الحديقة ومعه جماعة من المسلمين ، فوقف على مسيلمة وهو مقتول » ! ( 19 ) لم يقاتل خالد في معركة اليمامة أبداً ، وهرب مرتين ! استمرت المعركة يومين ، ولم يقاتل فيها قائدها خالد بن الوليد أبداً ، لكنه انهزم مرتين ، مرة مع المسلمين ، ومرة وحده ! وانهزم المسلمون هزائم صغيرة وكبيرة ، ووصلت هزيمتهم إلى فسطاط خالد فهرب وترك زوجته أم تميم ، التي غصبها من مالك بن نويرة !