بها إلى أن توفي سنة 276 [1] ه . وقتيبه ( بضم القاف وفتح التاء وسكون الياء وفتح الباء وبعدها هاء ساكنة ) هي تصغير قتبة ، بكسر القاف ، وهي واحدة الأقتاب أي الأمعاء ، وبها سمّي جدّه ، والنسبة إليه قتبيّ ( بضم القاف وفتح التاء وكسر الباء وتشديد الياء ) ولذلك لقّبه الذهبي بالقتيبي [2] . وقال السمعاني : القتيبي والقتبي نسبة إلى جدّه قتيبة المشهور بهذه النسبة ، أو إلى بطن من باهلة وهم رهط قتيبة بن معن بن باهلة ابن هلال [3] . وليس صحيحا ما ذكره الزركلي من أنّ ابن الأنباري سماه عبد اللَّه بن مسلمة وأنّ اسمه وقع في دائرة المعارف الإسلامية محمد بن مسلم [4] . وكان ابن قتيبة في نظر الخطيب البغدادي وابن خلَّكان والقفطي والسيوطي وابن العماد الحنبلي ثقة دينا فاضلا [5] . وقول الدارقطني إنه كان يميل إلى التشبيه قول مردود في نظر السيوطي ؛ لأن له مؤلَّفا في الردّ على المشبّهة [6] . وأضاف السيوطي قائلا : قال البيهقي : كان ابن قتيبة كرّامّيا [7] ،
[1] تاريخ الأدب العربي ( ج 2 ص 222 ) . [2] انظر وفيات الأعيان ( ج 3 ص 43 - 44 ) وبغية الوعاة ص 291 . [3] الأنساب ( ج 10 ص 63 - 64 ) . [4] انظر الأعلام ( ج 4 حاشية ص 137 ) ونزهة الألباء ص 209 ، ودائرة المعارف الإسلامية ( ج 3 ص 868 ) . [5] انظر تاريخ بغداد ( ج 10 ص 170 ) ووفيات الأعيان ( ج 3 ص 42 ) وإنباه الرواة ( ج 2 ص 144 ) وبغية الوعاة ص 291 ، وشذرات الذهب ( ج 2 ص 169 ) . [6] بغية الوعاة ص 291 . والمشبّهة فرقة من كبار الفرق الإسلامية شبّهوا اللَّه بالمخلوقات ومثّلوه بالحادث . وقال الشهرستاني : إن جماعة من الشيعة الغالية ، وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرّحوا بالتشبيه فقالوا : إن معبودهم على صورة ذات أعضاء ، وقد أجاز مشبّهة الحشوية على ربّهم الملامسة والمصافحة ، وذهبوا أن المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة . وأضاف قائلا : ومن المشبّهة من مال إلى مذهب الحلولية وقال : يجوز أن يظهر الباري تعالى بصورة شخص كما كان جبريل ، عليه السلام ، ينزل في صورة أعرابي . والغلاة من الشيعة مذهبهم الحلول ، والحلول قد يكون بجزء وقد يكون بكل . راجع الملل والنحل ( ج 1 ص 105 - 108 ) . [7] نسبة إلى أبي عبد اللَّه محمد بن كرّام ، الذي كان ممن يثبت الصفات منتهيا فيها إلى التجسيم والتشبيه . والكرامية - يذكر الشهرستاني - طوائف يبلغ عددهم اثنتي عشرة فرقة ، وأصولها ستة ؛ العادية ، والتونية ، والزرينيّة ، والإسحاقية ، والواحدية ، وأقربهم الهيصمية . وأضاف الشهرستاني قائلا : نصّ أبو عبد اللَّه أنّ معبوده على العرش استقر وأطلق عليه اسم الجوهر . وزعموا أنّ في ذات اللَّه سبحانه حوادث كثيرة مثل الإخبار عن الأمور الماضية ومما أجمعوا عليه من إثبات الصفات قولهم : الباري تعالى عالم بعلم ، قادرّ بقدرة ، حيّ بحياة ، وجميع هذه الصفات قديمة أزلية قائمة بذاته . أنظر الملل والنحل ( ج 1 ص 108 - 112 ) .