وقال الحاكم : اجتمعت الأمة على أنه كذّاب ، وقال الحافظ الذهبي : ما علمت أحدا اتّهم القتيبي في نقله مع أن الخطيب قد وثّقه ، وما أعلم الأمة أجمعت إلَّا على كذب الدجّال ومسيلمة [1] . وقال ابن العماد : قال الذهبي في المغني : عبد اللَّه بن قتيبة رجل صدوق ، وقال الحاكم : أجمعت الأمة على أن القتيبي كذّاب ، قلت هذا بغي وتخرص ، بل قال الخطيب هو ثقة [2] . ولقد عاصر ابن قتيبة الجاحظ ، إلَّا أنه كان على خلاف معه ؛ فالجاحظ معتزليّ من المتكلَّمين ، وهو من أهل السنّة كما يقول ابن تيميّة [3] . سكن بغداد ودرس فيها علم الحديث دراسة واسعة على يد أساتيذ كبار ، كان أوّلهم أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن إبراهيم بن مخلد بن تميم بن مرة الحنظلي المروزيّ المعروف بابن راهويه . جمع هذا بين الحديث والفقه والورع وكان أحد أئمة الإسلام . عدّه البيهقي في أصحاب الشافعي ، وقال أحمد بن حنبل : إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين . وقال إسحاق عن نفسه : أحفظ سبعين ألف حديث وأذاكر بمئة ألف حديث ، وما سمعت شيئا قط إلَّا حفظته . له مسند مشهور . وكانت ولادته سنة 161 ه ، وقيل : سنة 163 ه ، وقيل : سنة 166 ه . رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام ، وسمع من سفيان بن عيينة ومن في طبقته ، وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي . سكن في آخر
[1] بغية الوعاة ص 291 . [2] شذرات الذهب ( ج 2 ص 170 ) . [3] انظر الإسلام ( ج 1 ص 402 ) .