قال المدائني : « قدم قادم على معاوية بن أبي سفيان فقال له معاوية : هل من مغرّبة خبر ؟ قال : نعم ، نزلت بماء من مياه الأعراب فبينا أنا عليه أورد أعرابي إبله فلما شربت ضرب على جنوبها وقال : عليك زيادا . فقلت له : ما أردت بهذا ؟ قال : هي سدى ، ما قام لي بها راع مذ ولي زياد . فسرّ ذلك معاوية وكتب به إلى زياد » . قال عبد الملك بن مروان : « أنصفونا يا معشر الرعية ، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ! ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكر وعمر ! نسأل اللَّه أن يعين كلَّا على كل » . قال عمر بن الخطاب : « إن هذا الأمر لا يصلح له إلا الليّن في غير ضعف والقويّ في غير عنف » . وقال عمر بن عبد العزيز : « إني لأجمع أن أخرج للمسلمين أمرا من العدل فأخاف أن لا تحتمله قلوبهم فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا ، فإن نفرت القلوب من هذا سكنت إلى هذا » . قال معاوية : « لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ، قيل : وكيف ذاك ؟ قال : كنت إذا مدّوها خلَّيتها وإذا خلَّوها مددتها » . ونحو هذا قول الشّعبي فيه : « كان معاوية كالجمل الطَّبّ [1] ، إذا سكت عنه تقدّم وإذا ردّ تأخر » . وقول عمر فيه : « احذروا آدم قريش وابن كريمها ، من لا ينام إلا على الرضا ويضحك في الغضب ويأخذ ما فوقه من تحته » .
[1] الجمل الطَّبّ : الحاذق بالضّراب ، وقيل : الجمل الذي لا يضع خفّه إلَّا حيث يبصر ، وخفّ الجمل هو بمنزلة الحافر من الحيوان .