بكرة جارية نفيسة فطلبت دابة تحمل عليها فلم توجد ، فجاء رجل بدابّة فحملها ، فقال له عبيد اللَّه : إذهب بالجارية إلى منزلك . باع ثابت بن عبيد اللَّه ابن أبي بكرة دار الصّفاق [1] من مقاتل بن مسمع نسيئة ثم اقتضاه فلزمه في دار أبيه ، فرآه عبيد اللَّه فقال : ما لك ؟ قال : حبسني ابنك . قال : بم ؟ قال : بثمن دار الصّفاق ، قال : يا ثابت ، أما وجدت لغرمائك محبسا إلَّا داري ؟ إدفع إليه صكَّه وأعوّضك . قيل لرجل : ما لك تنزل في الأطراف ؟ فقال : منازل الأشراف في الأطراف يتناولون ما يريدون بالقدرة ويتناولهم من يريدهم بالحاجة . لمّا كبر عديّ بن حاتم آذاه برد الأرض وكان رجلا لحيما [2] فنهشت الأرض فخذيه فجمع قومه فقال : يا بني ثعل [3] ، إني لست بخيركم إلا أن تروا ذلك فقد كان أبي بمكان لم يكن به أحد من قومه ، بنى لكم الشرف ونفى عنك العار فأصبح الطائيّ إذا فعل خيرا قال العرب : من حيّ لا يحمدون على الجود ولا يعذرون على البخل ، وقد بلغت من السنّ ما ترون وآذاني برد الأرض فأذنوا لي في وطاء [4] فواللَّه ما أريده فخرا عليكم ولا احتقارا لكم ، وسأخبركم : ما على من وضع طنفسة [5] وقعد حوله إلا أنّ الحقّ عليه أن يذلّ في عرضه وينخدع في ماله ولا يحسد شريفا ولا يحقر وضيعا ، فقال القوم : دعنا اليوم ، ثم غدوا عليه فقالوا : يا أبا طريف ضع الطَّنفسة والبس التاج ، فبلغ ابن دارة [6] الشاعر فأتاه
[1] الصّفاق : الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر أو جلد البطن كله . [2] الرجل اللحيم : كثير لحم الجسد . [3] هو ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّء . جمهرة انساب العرب ص 400 - 402 ، 476 . [4] الوطاء : بكسر الواو وفتحها : خلاف الغطاء . [5] الطَّنفسة : الثوب والبساط والحصير من سعف عرضه ذراع ، معرّب تنبسة بالفارسية . والجمع طنافس . [6] إبن دارة هو سالم بن مسافع الغطفاني ، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام . ينسب إلى امه « دارة » وهي من بني أسد . توفي نحو 30 ه . الأعلام ج 3 ص 73 .