المدائني قال : قال عمرو بن العاص لمعاوية : إني رأيت البارحة في المنام كأن القيامة قد قامت ووضعت الموازين وأحضر الناس للحساب ، فنظرت إليك وأنت واقف قد ألجمك العرق ، وبين يديك صحف كأمثال الجبال ، فقال معاوية : فهل رأيت شيئا من دنانير مصر ؟ . كان معن بن زائدة ظنينا في دينه ، فبعث إلى ابن عيّاش المنتوف بألف دينار ، وكتب إليه : قد بعثت إليك بألف دينار اشتريت بها دينك ، فاقبض المال واكتب إليّ بالتسليم ، فكتب إليه : قد قبضت الدنانير وبعتك بها ديني خلا التوحيد لما عرفت من زهدك فيه . قال الرشيد ليزيد بن مزيد : ما أكثر الخلفاء من ربيعة ! فقال يزيد : أجل ، ولكن منابرهم الجذوع . قال بلال بن أبي بردة لابن أبي علقمة : إنما دعوتك لأسخر منك ، فقال له ابن أبي علقمة : لئن قلت ذاك لقد حكَّم المسلمون رجلين سخر أحدهما من الآخر . كان يقال : السّباب مزاح النّوكى [1] . وقال الشاعر : [ طويل ] < شعر > أخو الجدّ إن جاددت أرضاك جدّه * وذو باطل إن شئت ألهاك باطله < / شعر > وقال مسعر [2] بن كدام لابنه : [ كامل ] < شعر > ولقد حبوتك يا كدام نصيحتي * فاسمع لقول أب عليك شفيق < / شعر >
[1] النّوكى : ج أنوك ، أي الأحمق . ولقد ورد في مجمع الأمثال للميداني : « المزاح سباب النوكى » . [2] مسعر بن كدام العامريّ الرّوّاسي من ثقات أهل الحديث . توفي بمكة سنة 152 ه . الأعلام ج 7 ص 216 .