قال : فغدوت عليه لأكتب تمام القصيدة فوجدته قد مات . المدائنيّ قال : رأيت فلانا مولى باهلة يطوف بين الصفا والمروة على بغلة ثم رأيته بعد ذلك راجلا في سفر ، فقلت له : أراجل في هذا الموضع ؟ قال : نعم ، إني ركبت حيث يمشي الناس فكان حقّا على اللَّه أن يرجلني حيث يركب الناس . وقال أبو نواس في جعفر بن يحيى البرمكي : [ طويل ] < شعر > وأعظم زهوا من ذباب على خرء * وأبخل من كلب عقور على عرق ولو جاء غير البخل من عند جعفر * لما وضعوه النّاس إلا على حمق < / شعر > وقال آخر : [ متقارب ] < شعر > ألجّ لجاجا من الخنفساء * وأزهى إذا ما مشى من غراب [1] < / شعر > قيل لرجل من بني عبد الدار : ألا تأتي الخليفة ، قال : أخشى ألَّا يحمل الجسر شرفي . وقيل له : البس شيئا فإن البرد شديد ، فقال : حسبي يدفئني . قال أبو اليقظان : كان الحجّاج استعمل بلالا الضّبيّ على جيش وأغزاه قلاع فارس ، وكان يقال لذلك الجيش : بيبي [2] ، سمّى بذلك لأنه فرض فرضا من أهل البصرة فكان أهلوهم وأمهاتهم يأتونهم يقولون : بيبي . وفي جيشه قال الشاعر : [ طويل ] < شعر > إلى اللَّه أشكو أنّني بتّ حارسا * فقام بلاليّ فبال على رجلي فقلت لأصحابي اقطعوها فإنني * كريم وإنّي لن أبلَّغها رحلي < / شعر >
[1] الخنفساء : دويبة سوداء أصغر من الجعل منتنة الريح ، والجمع خنافس ، وذكورها تسمى الجعلان . [2] بيبي : أصله : بأبي فأبدلت الهمزة فيه ياء . لسان العرب مادة ( أبى ) وفي الأغاني ( ج 2 ص 155 ) أن الحجاج ضرب البعث على المحتملين ومن أنبت من الصبيان فكانت المرأة تجيء إلى ابنها وقد جرّد فتضمّه إليها وتقول له : « بأبي » جزعا عليه فسمي ذلك الجيش جيش بأبي .