< شعر > أتنظران قليلا ريث غفلتهم * أم تعدوان فإنّ الربح للعادي < / شعر > فلما سمعا ذلك أتيا السليك فأطردوا الإبل وذهبوا بها . حدّثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال : كان سليك يحضر [1] فتقع السهام من كنانته فترتنّ في الأرض من شدّة احضاره . وقال له بنو كنانة حين كبر : أ رأيت أن ترينا بعض ما بقي من إحضارك ؟ قال : نعم ، إجمعوا لي أربعين شابا وابغوني درعا ثقيلة . فأخذها فلبسها وخرج بالشباب حتى إذا كان على رأس ميل أقبل يحضر فلاث العدو لوثا واهتبصوا [2] في جنبتيه فلم يصحبوه إلا قليلا فجاء يحضر منبترا من حيث لا يرونه وجاءت الدّرع تخفق في عنقه كأنها خرقة . قال سهل : حدّثني العتبي قال : حدّثني رجل من بني تميم عن بعض أشياخه من قومه قال : كنت عند المهاجر بن عبد اللَّه والي اليمامة فأتى بأعرابي قد كان معروفا بالسّرق فقال له : أخبرني عن بعض عجائبك ، قال : إنها لكثيرة ، ومن أعجبها أنه كان لي بعير لا يسبق وكانت لي خيل لا تلحق ، فكنت لا أخرج فأرجع خائبا فخرجت يوما فاحترشت ضبّا فعلَّقته على قتبي [3] ثم مررت بخباء سّريّ ليس فيه إلَّا عجوز ، فقلت : أخلق بهذا الخباء أن يكون له رائحة من غنم وإبل ، فلما أمسيت إذا بإبل مائة فيها شيخ عظيم البطن مثدّن [4] اللحم ومعه عبد أسود وغد ، فلما رآني رحّب بي ثم قام إلى ناقة فاحتلبها وناولني العلبة فشربت ما يشرب الرجل فتناول الباقي فضرب به جبهته
[1] حضر : دنا موته . [2] إهتبصوا : عدوا وعجّلوا ومشوا مشية سريعة . [3] القتب : الأكاف الصغير على قدر سنام البعير ، والجمع أقتاب . [4] مثدّن اللحم : الثّدن أي كثير اللحم .