responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الأخبار نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 270


المفضّل الضّبيّ : كان سليك بن سلكة التميمي من أشدّ فرسان العرب وأذكرهم وأدلّ الناس بالأرض وأجودهم عدوا على رجليه لا تعلق به الخيل وكانت أمّه سوداء وكان يقول : اللهمّ إنك تهيء ما شئت لما شئت إذا شئت ، اللهمّ إني لو كنت ضعيفا كنت عبدا ولو كنت امرأة كنت أمة ، اللهمّ إني أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا هيبة . وأملق حتى لم يبق له شيء ، فخرج على رجليه رجاء أن يصيب غرّة من بعض من يمرّ عليه فيذهب بإبله ، حتى إذا أمسى في ليلة مقمرة واشتمل الصّمّاء [1] ونام ، إذا برجل قد جثم على صدره وقال :
إستأسر . فرفع سليك رأسه وقال : « إن الليل طويل وأنت مقمر » فجرى مثلا ، وجعل الرجل يلهزه [2] ويقول : استأسر ، يا خبيث ، فلما آذاه ضمّه إليه ضمّة ضرط منها وهو فوقه ، فقال له سليك : « أضرطا وأنت الأعلى » فجرى مثلا ، ثم قال له : ما أنت ؟ قال : أنا رجل افتقرت ، فقلت : لأخرجنّ ولا أرجع حتى أستغنى . قال : فانطلق معي ، فمضيا فوجدا رجلا قصته مثل قصتهما ، فأتوا جوف مراد وهو واد باليمن فإذا فيه نعم كثيرة ، فقال لهما سليك : كونا قريبا حتى آتي الرّعاء وأعلم لكما علم الحي أقريب هو أم بعيد ، فإن كانوا قريبا رجعت إليكما ، وإن كانوا بعيدا قلت لكما قولا أحي [3] به لكما فأغيرا . فانطلق حتى أتى الرّعاء ، فجعل يستنطقهم حتى أخبروه بمكان الحي فإذا هم بعيد ، فقال لهم سليك : ألا أغنّيكم ؟ قالوا : بلى . فتغنّى بأعلى صوته ليسمع صاحبيه : [ بسيط ] < شعر > يا صاحبيّ ، ألا لا حيّ بالوادي * إلا عبيد وآم [4] بين أذواد < / شعر >



[1] اشتمل الصّمّاء : ردّ الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر لم يردّه ثانية من خلفه على يده اليمنى وعاتقه الأيمن فيغطَّيهما جميعا .
[2] لهزه : لكزه .
[3] من وحي يحيى إذا أومأ .
[4] الآم : ج أمة ، وهي المملوكة .

270

نام کتاب : عيون الأخبار نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست