سنبكه عرّبه . وذلك لأن في أعناق الهجن قصرا فهي لا تنال الماء على تلك الحال حتى تثني سنابكها وأعناق العتاق طوال . وحدّثني أبو حاتم قال : حدّثنا الأصمعيّ قال : ذكروا أن كسرى كان إذا أتاه سائسه فقال : الفرس يشتكي حافره ، قال : المطبخ . وإذا قال : يشتكي ظهره ، قال : البيطار . وأنشدني أبو حاتم لأبي ميمون العجليّ وهو النّضر [1] بن سلمة في شعر طويل له يصف الفرس ، وقال قرأته على أبي عبيدة وعلى الأصمعيّ : [ سريع ] < شعر > الخيل منّي أهل ما أن يدنين * وأن يقرّبن وأن لا يقصّين وأن يبأبأن [2] وأن يفدّين * وأن يكون المحض مما يسقين وأهل أن يعلين أو يغالين * بالطَّرف والتّلد وأن لا يجفين [3] وأهل ما صحبننا أن يقفين * وأهل ما أعقبننا أن يجزين [4] أ ليس عزّ الناس فيما أبلين * والحسب الزاكي إذا ما يقنين ؟ والأجر والزّين إذا ريم الزّين * كم من كريم جدّه قد أعلين وكم طريد خائف قد أنجين * ومن فقير عائل قد أغنين وكم برأس في لبان [5] أجرين * وجسد للعافيات أعرين وأهل حصن في امتناع أرذين * وكم لها في الغنم من ذي سهمين [6] < / شعر >
[1] لم أقف له على ترجمة . [2] بأبأها : قال لها : بأبي أنت ، كناية عن الإحتفاظ بها . [3] الطَّرف من الخيل : كريم الطرفين من الأب والأم . والتّلد : عكس الطَّرف . والمعنى : حديثو النسب أم قديموه . [4] يقفين : يؤثرن . [5] لبان الفرس : صدره أو وسطه . [6] أرذى فلان : صارت خيله رذايا ( ج رذيّ وهو الضعيف ) .