وذكر أعرابي فرسا وسرعته فقال : لما خرجت الخيل جارى بشيطان في أشطان فلما أرسلت لمع لمعة سحاب فكان أقربها إليه الذي تقع عينه عليه . وسئل رجل من بني أسد : أتعرف الفرس الكريم ؟ قال : أعرف الجواد المبرّ من المبطئ المقرف . أما الجواد المبرّ فالذي نهز نهز العير وأنّف تأنيف السّير ، الذي إذا عدا اسلهبّ وإذا قيّد اجلعبّ وإذا انتصب اتلأبّ [1] . وأما المبطئ المقرف فالمدلوك الحجبة الضخم الأرنبة [2] الغليظ الرقبة الكثير الجلبة الذي إن أرسلته قال : أمسكني وإن أمسكته قال : أرسلني وأنشد الرّياشي [3] : [ بسيط ] < شعر > كمهر سوء إذا سكَّنت شرّته * رام الجماح فإن رفّعته سكنا [4] < / شعر > حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه قال : حدّثني الأصمعي عن أبي عمرو ابن العلاء أن عمر بن الخطاب شكّ في العتاق والهجن [5] ، فدعا سلمان بن ربيعة الباهلي فأخبره ، فأمر سلمان بطست فيه ماء فوضع في الأرض ثم قدّمت الخيل إليه فرسا فرسا فما ثنى منها سنبكه [6] فشرب هجّنه ، وما شرب ولم يثن
[1] المؤنّف : المحدّد من كل شيء ومنه سير مؤنّف أي مقدود على قدر واستواء والمراد أنه قدّ حتى استوى كما يستوى السير المقدود . واسلهبّ : مضى . واجلعبّ : إمتدّ على الأرض . واتلأبّ : إستوى . [2] مدلوك الحجبة : أي حجبته ملساء مستوية ، وحجبة الفرس ما أشرف على صفاق البطن من وركيه . والأرنبة : الأنف . [3] تقدمت ترجمته . [4] شرّته : نشاطه . [5] العتاق : ج عتيق ، وهو الفرس الرائع . والهجن : ج هجين ، والهجين من الخيل الذي ولدته برذونة . [6] السّنبك : طرف الحافر .