واحد ما سبقها إلا أشقر » . وسأل رجل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : أيّ المال خير ؟ قال : « سكة مأبورة » يعني النخل « ومهرة مأمورة » يريد كثيرة النتاج . قال : وكان يكره الشّكال [1] في الخيل . قال أبو ذرّ : ما من ليلة إلا والفرس يدعو فيها ربه ويقول : اللهمّ سخّرتني لابن آدم وجعلت رزقي بيده فاجعلني أحبّ إليه من أهله وماله ، اللهمّ ارزقه وارزقني على يديه . سأل المهدي مطر بن درّاج : أيّ الخيل أفضل ؟ قال : الذي إذا استقبلته قلت نافر ، وإذا استعرضته قلت زافر [2] ، وإذا استدبرته قلت زاخر [3] . قال : فأيّ البراذين [4] شر ؟ قال : الغليظ الرقبة الكثير الجلبة الذي إذا أرسلته قال : أمسكني وإذا أمسكته قال : أرسلني . قال : فأيّ البراذين خير ؟ قال : ما طرفه إمامه وسوطه عنانه . وصف رجل برذونا فقال : إن تركته نعس وإن حرّكته طار . وقال ابن أقيصر : خير الخيل الذي إذا استقبلته أقعى وإذا استدبرته جبّى وإذا استعرضته استوى وإذا مشى ردى وإذا عدا دحا [5] . محمد بن سلَّام قال : أرسل مسلم بن عمرو بن عمّ له إلى الشام ومصر يشتري له خيلا فقال : لا علم لي بالخيل قال : أ لست صاحب قنص ؟ قال : بلى . قال : فانظر ، كلّ شيء تستحسنه في الكلب فاطلبه في الفرس . فقدم بخيل لم يك في العرب مثلها . وقالوا : سمّيت خيلا لاختيالها .
[1] الشّكل في الخيل : هو أن تكون ثلاث قوائم محجّلة والواحدة مطلقة وعكسه أيضا . [2] المراد بالزافر عظيم الزّفرة ، وهي وسط الفرس ويكون كأنه زافر أبدا من عظم جوفه وإجفار جنبيه وذلك مما يمدح في الخيل . [3] أي أنك إذا استدبرته رأيته عظيم الكفل ممتلئه وذلك مما يمدح في الخيل . [4] البراذين : ج برذون بفتح الذال وضمها ، وهو الفرس غير الأصيل أو التركي من الخيل . [5] أقعى : تساند إلى ما وراءه . وجنّى : إنكبّ على وجهه . وردى : رجم الأرض رجما بين المشي الشديد والعدو . ودحا : رمى بيديه رميا لا يرفع سنبكه عن الأرض ، والسّنبك : طرف الحافر .