وقال آخر : [ طويل ] < شعر > ألا إنّ خير العفو عفو معجّل * وشرّ العقاب ما يجاز به القدر < / شعر > وكان يقال : بحسب العقوبة أن تكون على مقدار الذنب . وفي العفو : قال بعضهم : إن عاقبت جازيت وإن عفوت أحسنت والعفو أقرب للتقوى . ونحوه : قال رجل لبعض الأمراء : أسألك بالذي أنت بين يديه أذلّ مني بين يديك ، وهو على عقابك أقدر منك على عقابي إلَّا نظرت في أمري نظر من برئي أحبّ إليه من سقمي وبراءتي أحبّ إليه من جرمي . ونحوه قول آخر : قديم الحرمة وحديث التوبة يمحقان ما بينهما من الإساءة . وفي مثله : أتى الأحنف بن قيس [1] مصعب بن [2] الزّبير فكلَّمه في قوم حبسهم ، فقال ، أصلح اللَّه الأمير : إن كانوا حبسوا في باطل فالحق يخرجهم ، وإن كانوا حبسوا في حق فالعفو يسعهم ، فخلَّاهم . وفي مثله : أمر معاوية بعقوبة روح [3] بن زنباع فقال له روح : أنشدك الله ، يا أمير المؤمنين ، أن تضع مني خسيسة أنت رفعتها أو تنقض مني مرّة [4]
[1] الأحنف بن قيس سيد تميم وأحد العظماء الشجعان ، يضرب به المثل في الحلم . ولي خراسان وكان صديقا لمصعب بن الزبير أمير العراق . توفي بالكوفة سنة 72 ه . الأعلام ج 1 ص 276 . [2] مصعب بن الزبير الأسدي القرشي أحد الولاة الأبطال في صدر الإسلام ، كان عضد أخيه عبد اللَّه بن الزبير في تثبيت ملكه بالحجاز والعراق . توفي سنة 71 ه . الأعلام ج 7 ص 247 ، [3] روح بن زنباع بن سلامة الجذامي سيّد اليمانية في الشام وأمير فلسطين توفي سنة 84 ه . الأعلام ج 3 ص 34 . [4] المرّة : الإحكام .