< شعر > أيّ قاض أنت في النّق * ص وتعطيل الحقوق يا أبا الهيثم ما أن * ت لهذا بخليق لا ولا أنت لما حُم * ملت منه بمطيق < / شعر > أراد عديّ بن أرطاة بكر بن عبد اللَّه المزني على القضاء فقال له بكر : واللَّه ما أحسن القضاء ، فإن كنت كاذبا أو صادقا فما يحلّ لك أن توليني . وروى عبد الرزاق عن معمر قال : لما عزل ابن شبرمة عن القضاء قال له والي اليمن : اختر لنا رجلا نوليه القضاء . فقال له ابن شبرمة : ما أعرفه . فذكر له رجل من أهل صنعاء فأرسل إليه فجاء ، فقال له ابن شبرمة : هل تدري لم دعيت ؟ قال : لا . قال : إنك قد دعيت لأمر عظيم ، للقضاء . قال : ما أيسر القضاء ! فقال له ابن شبرمة : نسألك عن شيء يسير منه ؟ قال : سل . قال له ابن شبرمة : ما تقول في رجل ضرب بطن شاة حامل [1] فألقت ما في بطنها ؟ فسكت الرجل ، فقال له ابن شبرمة : إنا بلوناك فما وجدنا عندك شيئا . فقيل له : ما القضاء فيها ؟ قال ابن شبرمة : تقوّم حاملا وتقوّم حائلا ويغرم قدر ما بينهما . حدّثني عبد اللَّه بن محمد الخلنجي قال : كان يحيى [2] بن أكثم يمتحن من يريدهم للقضاء ، فقال لرجل : ما تقول في رجلين زوّج كل واحد منهما الآخر أمّه فولد لكل واحد من امرأته ولد ، ما قرابة ما بين الوالدين ؟ فلم يعرفها ، فقال له يحيى : كل واحد من الولدين عمّ الآخر لأمه .
[1] شاة حامل : أي في بطنها ولد . [2] هو قاض رفيع القدر ومن نبلاء الفقهاء ، يتصل نسبه بأكثم بن صيفي حكيم العرب . توفي سنة 242 ه . الأعلام ج 8 ص 138 .