يقال : للكتاب بالفارسية « ديوان » أي شياطين ، لحذقهم بالأمور ولطفهم فسمّي موضعهم باسمهم . وقال آخر : إنما قيل لمدير الأمور عن الملك « وزير » من الوزر وهو الحمل يراد أنه يحمل عنه من الأمور مثل الأوزار وهي الأحمال ، قال اللَّه عز وجل : * ( ولكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ ) * [1] أي أحمالا من حليهم ، ولهذا قيل للإثم : وزر ، شبّه بالحمل على الظهر ، قال اللَّه تبارك وتعالى : * ( ووَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) * [2] . وكان الناس يستحسنون لأبي نواس قوله : [ طويل ] < شعر > يا كاتبا ، كتب الغداة يسبّني * من ذا يطيق براعة الكتّاب ؟ لم ترض بالإعجام حين سببتني * حتى شكلت عليه بالإعراب وأردت إفهامي فقد أفهمتني * وصدقت فيما قلت غير محابي [3] < / شعر > وقال آخر : [ سريع ] < شعر > يا كاتبا تنثر أقلامه * من كفّه درّا على الأسطر < / شعر > وقال عديّ [4] بن الرّقاع : [ كامل ] < شعر > صلى الاله على امرئ ودّعته * وأتمّ نعمته عليه وزادها < / شعر >
[1] سورة طه 20 ، آية 87 . والمراد بالأوزار : الأثقال ، وزينة القوم : حلي النساء الفرعونيات التي استعاروها للعرس أو للعيد ، وحملوها معهم . [2] سورة الإنشراح 94 ، الآيتان 2 و 3 . الحمل الثقيل . وأنقض : أثقل . والمراد بالحمل هنا هم النبي وغمّه مما كان عليه قومه ، فأزاح سبحانه هذا الغم والهم عن نبيّه بالقرآن . المصدر السابق . [3] المحابي : من حاباه ؛ يقال : حاباه محاباة : نصره ومال إليه . وأصل الكلام : غير محاب ؛ لأنها اسم منقوص منوّن في حالة الجر . والمنقوص المنون إذا لم يعرّف بآل التعريف حذفت ياؤه في الجر والرفع وبقيت في حالة النصب . [4] عديّ بن الرّقاع شاعر كبير ، من أهل دمشق عاصر جرير وهاجاه . مدح بني أمية ولا سيما الوليد بن عبد الملك . مات بدمشق نحو 90 ه . وبيته المذكور من قصيدة قالها أمام عبد الملك وبحضور جرير . المؤتلف والمختلف ص 116 ومعجم الشعراء ص 253 والأعلام ج 4 ص 221 . وورد منها ثلاثة أبيات في البيان والتبيين ( ج 3 ص 504 ) نذكر منها هذا البيت : < شعر > وقصيدة قد بتّ أجمع بينها * حتى أقوّم ميلها وسنادها < / شعر >