< شعر > باللفظ يقرب فهمه في بعده * منا ويبعد نيله في قربه حكم فسائحها خلال بنانه * متدفّق وقليبها في قلبه [1] كالروض مؤتلف بحمرة نوره وبياض زهرته وخضرة عشبه < / شعر > وقال سعيد [2] بن حميد يصف العود : [ بسيط ] < شعر > وناطق بلسان لا ضمير له * كأنه فخذ نيطت إلى قدم يبدي ضمير سواه في الكلام كما * يبدي ضمير سواه منطق القلم < / شعر > بعث الطائي إلى الحسن بن وهب بدواة أبنوس [3] وكتب إليه [ خفيف ] < شعر > قد بعثنا إليك أمّ المنايا * والعطايا زنجيّة الأحساب في حشاها من غير حرب حراب * هي أمضى من مرهفات الحراب < / شعر > وقال ابن أبي كريمة [4] يصف الدواة والقلم : [ طويل ] < شعر > ومسودّة الأرجاء قد خضت ماءها * وروّيت من قعر لها غير منبط [5] خميص [6] الحشا يروى على كل مشرب أمينا على سرّ الأمير المسلَّط < / شعر > وقال بعض أهل الأدب : إنما قيل : ديوان لموضع الكتبة والحسّاب لأنه
[1] هاء الضمير في « فسائحها » تعود على الأقلام . والقليب : البئر ، والمقصود قعر الدواة . [2] هو شاعر رقيق نحى في شعره منحى ابن أبي ربيعة . قلَّده المستعين العباسي ديوان رسائله . توفي سنة 250 ه . الأعلام ج 3 ص 93 - 94 . [3] الأبنوس ، بفتح الهمزة وضمّها ، شجر يعظم كالجوز ، له تمر كالعنب . وخشبه شديد الصلابة أسود . [4] هو مسلم بن أبي كريمة التميمي بالولاء ، البصري ، فقيه من علماء الإباضّية ، توفي سنة 145 ه . الأعلام ج 7 ص 222 - 223 . [5] غير منبط : أي قلم خال من الحبر ؛ يقال : نبط فلان البئر ينبطها : إستخرج ماءها . [6] خميص الحشا : ضامر البطن ، وهنا يصف القلم ، وقد جاءت كلمة « خميص » مفعولا به لفعل « روّيت » .