نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 9
إلى أن توفى الملك الأشرف برسباي في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وتسلطن ولده الملك العزيز يوسف ، وصار الأتابك جقمق العلائي مدير مملكته ، عزله جقمق المذكور عن القضاء بشيخ الإسلام سعد الدين سعد بن محمد الديري في يوم الاثنين ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ، فلزم المذكور داره مكبا على على الإشغال والتصنيف إلى أن ولاه الملك الظاهر جقمق حسبة القاهرة مرتين ، لم تطل مدته فيهما ، الأولى عن الأمير تنم بن عبد الرزاق المؤيدي ، والثانية عن يارعلي الطويل . ثم ركدت ريحه ، وضعف عن الحركة لكبر سنه ، واستمر مقيما بداره إلى أن خرجت عنه الأحباس لعلاء الدين علي بن محمد بن الزين ، أحد نواب الحكم الشافعي وندماء الملك الظاهر جقمق ، في سنة ثلاث وخمسين ، فعظم عليه ذلك لقلة موجوده ، وصار يبيع من أملاكه وكتبه إلى أن توفي ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة ، وصلى عليه من الغد بالجامع الأزهر ، ودفن بمدرسته بجوار داره ، رحمه الله . وكانت جنازته مشهودة ، وكثر أسف الناس عليه . وكان بارعا في عدة علوم ، مفندا ، عالما بالفقه ، والأصول ، والنحو ، والتصريف ، واللغة ، مشاركا في غيرهم مشاركة حسنة ، أعجوبة في التاريخ ، حلو المحاضرة ، محفوظا عند الملوك إلا الملك الظاهر جقمق - ، كثير الاطلاع ، واسع الباع في المعقول والمنقول ، لا يستنقض إلا متعرض ، قل أن يذكر علم إلا ويشارك فيه مشاركة جيدة .
9
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 9