والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة ، في درب كيكن ، انتهى .
قلت : ونشأ بعينتاب ، وحفظ القرآن الكريم ، تفقه على والده وغيره ، وكان أبوه قاضي عينتاب وتوفى بها في شهر رجب سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، ورحل ولده صاحب الترجمة « إلى حلب » وتفقه بها ، وأخذ عن العلامة جمال الدين يوسف بن موسى الملطي الحنفي ، وغيره ، ثم قدم لزيارة بيت المقدس فلقى به العلامة علاء الدين أحمد بن محمد السيرامي الحنفي ، شيخ المدرسة الظاهرية برقوق ، وكان العلاء أيضا توجه لزيارة بيت المقدس ، فاستقدمه معه إلى القاهرة في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، ونزله في جملة الصوفية بالمدرسة الظاهرية ، ثم قرره خادما بها في أول شهر رمضان منها ، فباشر المذكور الخدامة حتى توفى العلامة علاء الدين السيرامي في سنة تسعين وسبعمائة ، وقد انتفع به صاحب الترجمة وأخذ عنه علوما كثيرة في مدة ملازمته له ، ولما مات العلاء السيرامي أخرجه الأمير جاركس الخليلي أمير آخور من الخدامة وأمر بنفيه ، لما أنهوه عنه ، حسدا من الفقهاء ، حتى شفع فيه شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني ، فأعفى من النفي ، وأقام بالقاهرة ملازما للاشتغال ، وتردد للأكابر من الأمراء مثل الأمير جكم من عوض ، والأمير قلمطاي الدوادار قبله ، وتغري بردي القردمي ، وغيرهم ، حتى توفي الملك الظاهر برقوق في شوال سنة إحدى وثمانمائة ، فولى بعد ذلك حسبة القاهرة في يوم الاثنين مستهل ذي الحجة سنة

6