responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 341


غداة أتاها للمنيَّة بَغْتَةً * من المُغل جيشٌ كالسحاب عرَمْرَمُ أحاطوا كأسراب القطا يربوعها * على سُبَّقٍ جًرّدٍ من الخيل طُهَّمُ ومن بَعْد ستٍ هاجَمُوها ومالهم * من المت واقٍ لا ولا مِنهُ مِعْصَمُ فما دفعت أسوارُها عنهم الذي * دهَاهُم ولا ما شيَّدُوه ورمَّموا [ 486 ] أتوها كأمواج البحار زواخِر * ببيضٍ وسمرٍ والقُتامُ مخيمُ فلو حلب البيضاَء عاينْت تُرْبها * وقد عندمَ الفضيَّ من تُرْبها الدَّمُ وقد سُيِّرَتْ تلك الجِبالُ وسُجرَت * بهنَّ بحارُ الموت والجوّ أَقْتَمُ وقد عطلَت تلك العشارُ وأذهلتْ * مراضعُ عما أرضعتْ وهىَ هيَّمُ فيا لك من يوم شديد لغامُهُ * وقد أصبحت فيه المساجد تُهدمُ وقد درست تلك المدارس وارتمتْ * مصاحفُها فوق الثرى وهي تُهْضمُ وقد جُزِزَتْ تلك الشعور وضمخت * وجوه بأمواه الدماء وهي تُلطم وكلُّ مهاةٍ قد أُهينت سبية * وقد طال ما كان تعزُّ وتُكرم تُنادى إلى مَنْ لا يُجيبٌ نداءها * وتشكو إلى مَنْ لا يرِقُّ ويُرحم فما غادروا إلا اليسير وقد أتى * الحسابُ على الباقين بالحرف يُقَسَمُ وأقوَتْ رسوم كنّ فيها وأقفرت * رُبوع بهم كانت تنهر وترسمُ فأيقنتُ أن الأرض ما دَتْ وأقبلَتْ * بها الصاخَّة الكُبرى والآن التنقُّم فيا حلَباً أنَّى رُبُوعك أقفرَتْ * وأعيْتَ جوابا فهي لا تتكلَّمُ وكُنْتِ لمن وافاك بالأمس جَنَّةً * فما بالُ هذا اليوم أنت جَهَنَّمُ

341

نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست