نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 297
والشهود والمؤذنون ، وخرجت اليهود والنصارى بإنجيلهم ، ودخل من باب النصر في أُبهةٍ عظيمة ، وكان يوماً مشهوداً . وهذا الخليفة هو الثامن والثلاثون من خلفاء بنى العباس ، وبينه وبين العباس أربعة وعشرون أبا . وكان أول من بايعه يوم عقد المجلس القاضي تاج الدين عندما ثبت نسبه عنده ، ثم السلطان الملك الظاهر ، ثم الشيخ عز الدين بن عبد السلام ، ثم الأمراء وأكابر الدولة . وكان منصب الخلافة شاغراً ثلاث سنين ونصفاً ، لأن المستعصم بالله قتل في أوائل سنة ست وخمسين وستمائة ، وبويع هذا في يوم الاثنين الثالث عشر من رجب من هذه السنة ، أعنى سنة تسع وخمسين وستمائة . وكان أسمرا ، وسيما ، شديد القوى ، عالي الهمة ، ذا شجاعة وإقدام ، وقد لقب هذا بالمستنصر ، كما كان أخوه باني المدرسة ببغداد لقب بهذا ، وهذا أمر لم يسبق إليه أن خليفتين أخوين يلقب كل واحد منهما بلقب الآخر ، وقد أنزل هذا الخليفة بقلعة الجبل في برج هو وحشمه وخدمه . ولما كان يوم الجمعة سابع عشر رجب ، ركب في أُبهة السواد ، وجاء إلى الجامع بالقلعة ، فصعد المنبر ، وخطب الناس ، ذكر فيها شرف بنى العباس ، ثم استفتح فقرأ عشرا من سورة الأنعام ، ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، وترضى عن الصحابة ، رضي الله عنهم ، ودعا للسلطان ، ثم نزل عن المنبر فصلى بالناس ، فاستحسن ذلك منه ، وكان وقتاً حسناً ، ويوماً مشهوداً .
297
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 297