نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 293
فلما سار عن حلب تمكَّن البُرْلي واحتاط على ما في حلب من الحواصل ، واستبدَّ بالأمر ، وجمع العرب والتركمان واستعدَّ لقتال عسكر مصر . ولما توجه فخر الدين الحمصي ، لذلك التقى في الرمل جمال الدين محمد الصالحي متوجهاً بمن معه من عسكر مصر لقتال البرلى وإمساكه ، فأرسل الحمصي ، وعرف الملك الظاهر بما يطلبه البرلى ، فأرسل الظاهر ينكر على فخر الدين الحمصي المذكور ، ويأمره بالانضمام إلى المحمدي ، والمسير إلى قتال البرلى ، [ 461 ] فعاد من وقته ، ثم رضى الظاهر على علم الدين سنجر الحلبي وجهزه وراء المحمدي في جمع من العسكر ، ثم أردفه بعز الدين الدمياطي في جمع آخر ، وسار الجميع إلى جهة البرلى ، وساروا إلى حلب وطردوه عنها . وانقضت السنة والأمر على ذلك . ومنها : نصب السلطان الملك الظاهر الخليفة للمسلمين ، وأصل ذلك ، أن في رجب من هذه السنة قدم إلى مصر جماعة من العرب ومعهم شخص أسمرُ اللون اسمه احمد ، زعموا أنه ابن الإمام الظاهر بالله بن الناصر لدين الله ، وأنه خرج من دار الخلافة ببغداد لما ملكها التتار ، فعقد السلطان الملك الظاهر بيبرس مجلساً حضر فيه جماعة من الأكابر منهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام والقاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف المعروف بابن بنت الأعز ، فشهد أولئك العرب أن هذا الشخص المذكور هو ابن الظاهر محمد بن الإمام الناصر لدين الله ،
293
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 293