وكان يطبخ في مطبخه كل يوم أربعمائة رأس غنم ، وكانت سماطاته وتجمله في الغاية القصوى ، وبنى بدمشق مدرسة قريب الجامع وأوقف عليها [ 456 ] وقفا جليلا ، وبنى بالصالحية تربة غرم عليها جملا مستكثرة ، فدفن فيها كرمون ، وهو بعض أمراء التتار .
الثالث في مقتله وصورته : أنه لما بلغ هلاون كسرة عسكره بعين جالوت ، وقتل كتبغانوين نائبه ومقدم عساكره ، غضب من ذلك ، وأحضر الملك الناصر ، وكان عنده كما ذكرنا ، وكان وعده أن يرده إلى ملكه ، وأقام عنده مدة ، فقال له : أنت ما قلت إن عسكر الشام في طاعتك ، فغررت بن وقتلت المغول ، فقال الملك الناصر : لو كنت بالشام ما ضرب أحد في وجه عسكرك بسيف ، ومن يكن ببلاد التتار كيف يحكم على بلاد الشام ، فاستوفى هلاون ياسجا وضربه به ، وقال : ياخوند الصنيعة ، فنهاه أخوه الظاهر غازي ، وكان معه ، عن ذلك ، وقال : قد حضرت ، ثم رماه بفردة ثانية فقتله ، ثم قتل أخاه الظاهر ، وأمر بضرب رقاب الباقين الذين كانوا معه ، وقتل الملك الصالح ابن صاحب حمص ، وكان معه أيضاً ، والجماعة الذين معهم من الإلزام والأتباع والحواشي .

284