نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 283
بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب بتدبير مملكته ، واستقل بالملك بعد وفاتها في سنة أربعين وستمائة ، وعمره ثلاث عشرة سنة ، وزاد ملكه على ملك أبيه وحده ، فإنه ملك مثله حران والرُها ورأس عين وما مع ذلك من البلاد ، وملك حمص ثم ملك دمشق وبعلبك والأغوار والسواحل إلى غزة ، وعظم شأنه ، وكسر عسكر مصر ، وخطب له بمصر وبقلعة الجبل كما ذكرنا ، وكان قد غلب على الديار المصرية لولا هزيمته ، وقتل مدبر دولته شمس الدين لولو الأميني ، ومخامرة مماليك أبيه العزيزية . الثاني في سيرته : كان ملكا جيداً ، حليما جداً ، وجاوز به الحلم إلى حد أضر بالمملكة ، فإنه لما أمنته قطاع الطريق في أيام مملكته من القطع والقتل تجاوزوا الحد في الفساد ، وانقطعت الطرق في أيامه ، وبقى لا يقدر المسافر إلا برفقة من العسكر ، وكثر طمع العرب والتركمان ، وكثرت الحرامية ، وكانوا يكسرون أبواب الدور ، ومع ذلك إذا حضر القاتل بين يديه يقول : الحي خير من الميت ويطلقه ، فأدى ذلك إلى انقطاع الطرقات وانتشار الحرامية ، وكان على ذهنه شيءٌ كثير من الأدب والشعر ، ويروى له أشعار كثيرة منها قوله : فوالله لو قطعتَ قلبي تأسفاً * وجرعتني كاساتِ ودمعي دماً صرفاً لما زادني إلا هوى ومحبة * ولا تخذت روحي سواك لها إلفا
283
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 283