نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 268
وحمل الملك السعيد المذكور إلى الشغر وبكاش معتقلا فيها ، ثم لما اندفع العسكر بين يدي التتار كما سنذكره ، أفرجوا عنه . ولما جرى ذلك اتفقت العزيزية والناصرية وقدموا عليهم الأمير حسام الدين الجوكندار العزيزي ، ثم سارت التتار إلى حلب ، فاندفع حسام الدين الجوكمندار والعسكر الذين معه بين أيديهم إلى جهة حماة ، ووصلت التتار إلى حلب في أواخر هذه السنة ، وملكوها ، وأخرجوا أهلها إلى قرنبيه واسمها مقرُّ الأنبياء ، ولما اجتمع المسلمون هناك بذلوا فيهم السيف ، فأفنوا غالبهم ، وسلم القليل منهم ، ووصل حسام الدين الجوكندار ومن معه إلى حماة ، فضيفهم الملك المنصور محمد صاحب حماة ، وهو مستشعر منهم ، خائف من غدرهم ، ثم رحلوا عن حماة إلى حمص ، ولما قارب التتار حماة خرج منها صاحبها الملك المنصور وصحبته أخوه الملك الأفضل على والأمير مبارز الدين ، وباقي العسكر ، واجتمعوا بحمص مع باقي العسكر إلى أن خرجت هذه السنة . وفي يوم الجمعة خامس المحرم من السنة الآتية وهى سنة تسع وخمسين وستمائة كانت كسرة التتار على حمص ، وكانت التتار ساروا إليهم ، فاجتمعت العساكر الحلبية والحماوية والحمصية مع صاحب حمص الملك الأشرف ، واتفقوا على ملاقاة التتار ، فالتقوا بظاهر حمص في نهار الجمعة المذكور ، وكان التتار أكثر من المسلمين بكثير ، ففتح الله عز وجل على المسلمين بالنصر ، [ 447 ] وولت التتار منهزمين ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون منهم كيف شاءُوا ، ووصل الملك
268
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 268