نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 267
ذكر عود التتار إلى الشام وفي هذه السنة تحرك التتار ، وتوجهوا إلى جهة الشام ، وقربوا من البيرة على الفرات ، ولما بلغ ذلك نائب حلب الذي ولاه السلطان الملك المظفر قطز ، وهو الملك السعيد بن صاحب الموصل ، وكان قد جرد جماعة من العزيزية والناصرية ، وأرسل إلى التتار جماعةً قليلة من العسكر ، وقدم عليهم الأمير سابق الدين أمير مجلس الناصري ، فأشار عليه كبراء العزيزية بأن هذا ما هو مصلحة ، فإن هؤلاء قليلون ، ويحصل الطمع بسببهم في البلاد ، فلم يلتفت إلى ذلك وأصر على مسيرهم ، فسار سابق الدين أمير مجلس بمن معه حتى قاربوا البيرة ، فوقع عليهم التتار ، فهرب منهم ودخل [ 446 ] البيرة بعد أن قتل غالب من كان معه . فازداد غيظ الأمراء على الملك السعيد بسبب ذلك ، واجتمعوا وقبضوا عليه ، ونهبوا وطاقه ، وكان ردئ السيرة ، وقد أبغضته العسكر ، وكان قد برَّز إلى باب اللالا المعروف بباب الله ، ولما استولوا على خزائنه لم يجدوا فيها مالاً طائلاً ، فهددوه بالعذاب ليقر لهم ، فنبش من تحت أشجار حائر دار بباب اللالا جملةً من المال قيل : كانت خمسين ألف دينار من الذهب المصري ففرقت في الأمراء ،
267
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 267