نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 235
وكان بالصُبَيبة الملك السعيد بن الملك العزيز بن الملك العادل ، سلَّم الصبيبة إليهم وسار معهم وأعلن بالفسق والفجور وسفك الدماء . وأما الملك الناصر يوسف فإنه لما اجتمع بكتبغا نوين ، بعث به كتبغا إلى هلاون ، وهو على حلب بعد ، فلما عاين الناصر حلب وما حل بها وبأهلها بكى وأنشد : سقى حلب الشهباءَ في كل بُقعة * سحائب غيثٍ نوؤُها مثل أدْمعى فتلك مرامى لا العقيق ولا اللوَى * وتلك ربوعى لا زرودٌ وأملع ولما بعد عنها قليلاً أنشد : ناشدتك الله يا هطالة السُحُبِ * إلا حملتِ تحيَّاتي إلى حلبِ لا عُذْر للشوق أن يمشى على قدرٍ * ماذا عسى يبلغ المشتاق في الكُتب أحبابنا لو درى قلبي بأنكم * تدرون ما أنا فيه لذ لي تعبى [ 428 ] ثم بكى بكاء طويلاً وأنشد : يعز علينا أن نرى ربعكم يَبْلَى * وكانت به آيات حسنكم تُتْلَى لقد مرّ لي فيها أفانين لذّة * فما كان أَهْنَى العيش فيها وما أَحْلَى أأحْبابنَا والله ما قلتُ بعدكم * لحادثة الأيام وقفاً ولا مَهْلاَ عَبَرتُ على الشَّهباء وفي القلب حَسْرةٌ * ومن حلوها تركٌ يتابعهم مُغْلاَ ولقد حكموا في مهجتي حكم ظالمٍ * ولا ظالِمٌ إلا سَيُبْلى كما أُبْلَى
235
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 235