نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 234
وبلغ مماليكه الذين قصدوا ذلك علمه بهم هربوا على حمية إلى جهة ، وكذلك سار بيبرس البندقداري وجماعته إلى غزة ، وأشاع المماليك الناصرية أنهم لم يقصدوا قتل الملك الناصر ، وإنما كان قصدهم أن يقبضوا عليه ويسلطنوا أخاه الملك الظاهر غازي بن الملك العزيز بن الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب لشهامته ، ولما جرى ذلك هرب الملك الظاهر المذكور خوفاً من أخيه الناصر يوسف ، وكان الظاهر المذكور شقيق الناصر ، أمهما [ 427 ] أم ولد تركية ، ووصل الملك الظاهر إلى غزة ، واجتمع عليه من بها من العساكر وأقاموه سلطاناً . ولما جرى ذلك كاتب الملك المظفر قطز صاحب مصر بيبرس البندقداري ، وبذل له الأمان ، ووعده الوعود الجميلة ، ففارق بيبرس البندقداري الشاميين ، وسار إلى مصر في جماعة من أصحابه ، فأقبل عليه الملك المظفر قطز وأنزله في دار الوزارة ، وأقطعه قليوب وأعمالها . وأما الملك الناصر يوسف فإنه لما انفرد عن العسكر من قطية كما ذكرنا سار إلى تيه بني إسرائيل ، وبقى متحيرا إلى أين يتوجه ، وعزم على التوجه إلى الحجاز ، وكان له طبردار كردى اسمه حسين ، فحسَّن له المضي إلى التتار ، وقصد هلاون فاغتر بقوله ، ونزل بركة زيزا ، وسار حسين الكردي إلى كتبغانوين نائب هلاون ، وهو نازل على المرج ، وعرفه بموضع الملك الناصر ، فأرسل كتبغانوين إليه وقبض عليه وأحضره إلى مدينة عجلون ، وكانت بعد عاصية ، فأمر الملك الناصر بتسليمها ، فسلمت إليه فهدموها وخربوا قلعتها أيضاً .
234
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 234