responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 155


فلما كان يوم الجمعة أخذ الخطيب ما يملكه من ماله وحلى نسائه ، وأحضره معه إلى الجامع وارتقى المنبر فنادى في الناس قائلاً : يا معشر المسلمين نحن قد ابتلينا بهذا العدو الذي دهمنا ومالنا فيه من يعصمنا ، فابذلوا أموالكم واشتروا نفوسكم بنفائسكم ، واسمحوا بما عندكم لنجمع من بيننا شيئاً نفدى به نفوسنا وحريمنا وأولادنا ، ثم بكى ، وبكى الناس ، وسمح كل أحد بما أمكنه ، فجهز الخطيب المذكور الإقامات ، وخرج إلى مخيم بيجُو فلم يصادفه لأنه كان راكباً في الصيد ، وقدم ما كان معه إلى الخاتون زوجته فقبلته منه ، وأقبلت عليه وأكلت من المأكول ، وقدم المشروب وأخذ منه شيئاً على سبيل الششني ، فناوله شاباً إلى جانبه ليذوقه ، فقالت له : لماذا لا تشرب أنت منه ؟ فقال : هذا محرَّم علينا . قالت : من حرمه ؟ قال : الله تعالى حرمه في كتابه العزيز . قالت : فكيف لم يحرمه علينا ؟ قال : أنتم كفَّارُ ونحن مسلمون . فقالت له : أنتم خير عند الله أم نحن ؟ قال : بل نحن ، قالت : فإذا كنتم خيراً منا عنده فكيف نصِرنا عليكم ؟ فقال : هذا الثوب الذي عليك ، وكان ثوباً نفساً مرصعاً دراً ثميناً ، أنت تعطينه لمن يكون خاصاً بك أو لمن يكون بعيداً عنك . قالت : بل أخصُ به من يختصُ بي . قال : فإذا أضاعه وفرَّط فيه ودنَّسه ما كنت تصنعين به ؟ قالت : كنتُ أنكّلُ به وأقتله . فقال لها : دين الإسلام بمثابة هذا الجوهر والله أكرمنا به فما رعيناه حق رعايته ، فغضب علينا وضربنا بسيوفكم واقتص منا بأيديكم ، فبكت زوجة بيجوُ فقالت للخطيب : من الآن تكون أنت أبي وأنا أكون بنتك . فقال : ما يمكن هذا حتى تُسلمى ، فأسلمت على يده ،

155

نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست