نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 120
وأما السلطان غياث الدين فلم يبرح من مكانه وقيد فرسه ، ووقف على أعلى الجبل ظناً منه أن عساكره التي تقدمت قد نزلت ونازلت ، ولم يدّر بما أصابهم من الافتراق ، وأن كل طائفة منهم صارت إلى أفق من الآفاق ، فأتاه الخبر بذلك وهو في قلة ممن حوله ، وكان معه جماعة من الأمراء كان قد نقم عليهم أمراً ، فأمسكهم وأودعهم الزردخاناة ، فأطلقهم وسلم الحريم إلى أحدهم ، وكان اسمه تركزى الجاشنكير وهو والد الأمير مبارز الدين سواري الرومي أمير شكار الذي هاجر إلى الديار المصرية في الأيام الظاهرية على ما سنذكره إن شاء الله تعالى ، وأمره أن يتوجه بهم إلى قونية التي هي دار ملكه ، وموطن أهله ومسافتها من الذي كان فيه ثلاثون يوماً ، فسار بهن وقد تركوا القماش والفرش والأثاث ، ولم يحملوا إلا الجواهر النفيسة التي يخف حملها ويسهل نقلها ، ورحل السلطان عائداً ، وترك الوطاق بما حوى من الدهاليز المضروبة والخيام المنصوبة والأثقال التي لها ولعساكره ، والخزائن المشتملة على ذخائرهم وذخائره . ولما عاين التتار هزيمة ذلك العسكر الجرار ظنوها مكيدة ، ولم يحسبوها هزيمة ، فلبثوا ثلاثة أيام لا يتجاسرون على العبور إلى الخيم ، ثم تحققوا أمرهم وعبروه ، وحَوَوْا كل ما وجدوه من الخيول والأثاث والأثقال ، واستعرضوا كله ، وعادوا راجعين . ذكر بقية الحوادث منها : أن الملك الناصر داود لما عاد إلى بغداد بعد استشفاعه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في ردّ وديعته أرسل الخليفة المستعصم بالله من حاسب الناصر المذكور
120
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني جلد : 1 صفحه : 120