على ما وصله في ترداده إلى بغداد من المضيف مثل اللحم والخبز والحطب وغير ذلك ، وثُمِنّ ذلك عليه بأغلى الثمن ، ثم أرسل إليه شيئاً نزراً ، وألزمه بأن يكتب خطه بقبض وديعته وأنه ما بقي يستحق على الخليفة شيئاً ، فكتب خطه بذلك مكرها ، وسار عن بغداد وأقام مع العرب ، ثم أرسل إليه الملك الناصر يوسف صاحب الشام فطيب قلبه وحلف له ، فقدم الناصر داود إلى دمشق ونزل بالصالحية .
ومنها : أن هلاون على ما ذكر دخل بغداد في زيّ تاجر عجميّ ، ومعه مائة حمل حرير ، واجتمع بالوزير مؤيَّد الدين محمد بن العلقمي ، وبأكابر الدولة ، وكانوا قادرين على مسكهِ إلا أنهم خانوا الله ورسوله والمسلمين ، ثم خرج بعدما أتقن أمره معهم .
ومنها : أنه كملت المدرسة الناصر الجوانية داخل باب الفراديس بدمشق ، وحضر فيها المدرّس قاضى البلد صدر الدين بن سنيّ الدولة ، وحضر عنده الأمراء والعلماء وجمهور أهل الحلّ والعقد ، وحضر السلطان الملك الناصر يوسف واقفها أيضاً .

121