responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 90


< شعر > فيالائمي دعني أغالي بقيمتي فقيمة كلّ الناس ما يحسنونه < / شعر > قد زادت ألفاظه وذهبت طلاوته ، وإن كان قد أفرد المعنى في نصف بيت فإنه قد احتاج إلى زيادة مثل ألفاظه مرّة أخرى توطئة له في صدر البيت ومراعاة لإقامة الوزن ، وزاد في قوله « فقيمة » فاء مستكرهة ثقيلة لا حاجة إليها وأبدل لفظ امرىء بلفظ الناس ولا شكّ أنّ لفظ امرىء هنا أعذب وألطف ؛ وغيرّ قوله « يحسن » إلى قوله « يحسنونه » ، والجمع بين نونين ليس بينهما إلا حرف ساكن غير معتدّ به مستوخم ؛ وإذا أعتبرت ما نقل من معاني النظم إلى النثر وجدته قد نقصت ألفاظه وزاد حسنا ورونقا ألا ترى إلى قول المتنبي يصف بلدا قد علَّقت القتلى على أسوارها :
< شعر > وكان بها مثل الجنون فأصبحت ومن جثث القتلى عليها تمائم < / شعر > كيف نثره الوزير ضياء الدين بن الأثير في قوله يصف بلدا بالوصف المتقدّم : « وكأنما كان بها جنون فبعث لها من عزائمه عزائم ، وعلَّق عليها من رؤوس القتلى تمائم » فإنه قد جاء في غاية الطَّلاوة خصوصا مع التورية الواقعة في ذكر العزائم مع ذكر الجنون ؛ وهذا في النظم والنثر الفائقين ولا عبرة بما عداهما .
وناهيك بالنثر فضيلة أن اللَّه تعالى أنزل به كتابه العزيز ونوره المبين الذي * ( لا يَأْتِيه الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْه ولا مِنْ خَلْفِه ) * [1] ولم ينزله على صفة نظم الشعر بل نزّهه عنه بقوله * ( وما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ ) * [2] وحرّم نظمه على نبيه محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم تشريفا لمحلَّه وتنزيها لمقامه منبها على ذلك بقوله * ( وما عَلَّمْناه الشِّعْرَ وما يَنْبَغِي لَه ) * [3] وذلك أن مقاصد الشعر لا تخلو من



[1] سورة فصّلت / 2 .
[2] سورة الحاقة / 41 .
[3] سورة يس / 69 .

90

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست