responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 91


الكذب والتحويل على الأمور المستحيلة ، والصفات المجاوزة للحدّ ، والنعوت الخارجة عن العادة ، وقذف المحصنات ، وشهادة الزّور ، وقول البهتان ، وسبّ الأعراض ، وغير ذلك مما يجب التنزه عنه لآحاد الناس فكيف بالنبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ولا سيما الشعر الجاهليّ الذي هو أقوى الشعر وأفحله . بخلاف النثر فإن المقصود الأعظم منه الخطب والترسّل ، وكلاهما شريف الموضوع حسن التعلق ، إذ الخطب كلام مبنيّ على حمد اللَّه تعالى وتمجيده وتقديسه وتوحيده والثناء عليه والصلاة على رسوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، والتذكير والترغيب في الآخرة والتزهيد في الدنيا والحض على طلب الثواب ، والأمر بالصّلاح والإصلاح ، والحث على التعاضد والتعاطف ، ورفض التباغض والتقاطع ، وطاعة الأئمة ، وصلة الرحم ، ورعاية الذمم ، وغير ذلك مما يجري هذا المجرى مما هو مستحسن شرعا وعقلا . وحسبك رتبة قام بها النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، والخلفاء الراشدون بعده .
والترسّل مبني على مصالح الأمّة وقوام الرعية لما يشتمل عليه من مكاتبات الملوك وسراة الناس في مهمّات الدّين وصلاح الحال وبيعات الخلفاء وعهودهم ، وما يصدر عنهم من عهود الملوك ، وما يلتحق بذلك من ولايات أرباب السيوف والأقلام الذين هم أركان الدولة وقواعدها . إلى غير ذلك من المصالح التي لا تكاد تدخل تحت الإحصاء ولا يأخذها الحصر .
قال في مواد البيان « وقد أحسّت العرب بانحطاط رتبة الشّعر عن الكلام المنثور كما حكي أن امرأ القيس بن حجر همّ أبوه بقتله حين سمعه يترنّم في مجلس شرابه بقوله :
< شعر > اسقيا حجرا على علَّاته من كميت لونها لون العلق < / شعر > وما يروى أنّ النابغة الجعدي [1] كان سيدا في قومه لا يقطعون أمرا دونه



[1] شاعر صحابي من المعمرين ؛ أدرك صفّين وشهدها مع عليّ ومات في الكوفة سنة 50 ه بعد أن كفّ بصره . ( الأعلام 5 / 207 ) .

91

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست