responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 70


بها لفاتوا الحصر وخرجوا عن الحدّ . وهذا الوزير المهلبيّ [1] ؛ كان في أوّل أمره في شدّة عظيمة من الفقر والضائقة ، وكان قد سافر مرة ولقي في سفره ضيقة حتّى اشتهى اللحم ولم يقدر عليه ، فقال ارتجالا :
< شعر > ألا موت يباع فأشتريه !
فهذا العيش ما لا خير فيه !
ألا موت لذيذ الطَّعم يأتي يخلَّصني من الموت الكريه !
ألا رحم المهيمن نفس حرّ تصدّق بالوفاة على أخيه !
< / شعر > وكان معه رفيق له فاشترى لحما وأطعمه . ثم ترقّى بالكتابة حتّى وزّر لمعزّ الدولة بن بويه الديلمي في جلالة قدره . وهذا القاضي الفاضل [2] أصله من بيسان من غير بيت الوزارة ، رفعته الكتابة حتّى وزّر للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وعلت رتبته عند ، حتى بلغ من رتبته لديه أن كان يكتب في كتب السلطان صلاح الدين عن نفسه بما أحب ، فكتب مرة : السلام على الملك العزيز ابن السلطان صلاح الدين في كتاب عن أبيه ؛ ثم كتب شعرا منه :
< شعر > وغريبة قد جئت فيها أوّلا ومن اقتفاها كان بعدي الثاني فرسولي السّلطان في إرسالها والناس رسلهم إلى السّلطان < / شعر > وأبلغ من ذلك كله أبو إسحاق الصابي صاحب الرسائل المشهورة ؛ كان على دين الصابئة مشدّدا في دينه ، وبلغت به الكتابة إلى أن تولى ديوان الرسائل عن الطائع والمطيع وعز الدولة بن بويه ، وجهد فيه عز الدولة أن



[1] الوزير المهلَّبي هو الحسن بن محمد بن عبد اللَّه بن هارون ؛ من كبار الوزراء الأدباء الشعراء . اتصل بمعز الدولة بن بويه ثم استوزره المطيع العباسي فلقب بذي الوزارتين . توفي سنة 352 ه . ( الأعلام 2 / 213 ) .
[2] هو عبد الرحيم بن علي بن السعيد اللخمي . وزير من أئمة الكتاب . كان من وزراء صلاح الدين . توفي سنة 296 ه ( ابن خلكان . 3 / 158 والأعلام : 3 / 346 ) .

70

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست