نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 523
بجرجان صاعقة من الهواء فنشبت في الأرض ، ثم نبت نبوة الكرة وسمع الناس لذلك صوتا عظيما هائلا فحفروا عليها فإذا هي قطعة من حديد تقدير مائة وخمسين منّا [1] ، وهي أجزاء جاورشيّة [2] صغار مستديرة ، التصق بعضها ببعض ، فكتب محمود بن سبكتكين [3] ، صاحب خراسان بإنفاذه إليه أو قطعة منه فتعذر نقله لثقله فحاولوا كسر قطعة منه فلم تعمل فيه الآلات ، فعولج كسره فقطع منه قطعة لطيفة ، وحملت إليه فرام أن يطبع منها سيفا فتعذر عليه . لطيفة أخرى - في سنة إحدى عشرة وخمسمائة جاء سيل عظيم فغرّق مدينة سنجار من بلاد الجزيرة ، وهدم المنازل ، وأغرق خلقا كثيرا . ومن غريب ما حكي أن السيل حمل مهدا فيه صبيّ صغير ، فتعلق المهد بشجرة زيتون ، وغاض الماء ، وبقي المهد معلقا بالشجرة فسلم الصغير . أعجوبة - في سنة ستين وأربعمائة كان بمصر وفلسطين زلزلة عظيمة ، طلع فيها الماء من رؤوس الآبار ، وزال البحر عن الساحل مسيرة يوم ، فنزل الناس إلى أرض البحر يلتقطون ما انكشف البحر عنه مما في أرضه فرجع الماء عليهم فأهلك منهم خلقا كثيرا . ثم في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وقع ببلاد الشام زلزلة عظيمة خربت شيزر ، وحماه ، وحمص ، وحصن الأكراد ، وطرابلس وأنطاكية ، وغيرها من البلاد التي حولها ، ووقعت الأسواق والقلاع حتّى تداركها نور الدين الشهيد [4] رحمه اللَّه بالعمارة .
[1] المنّ : من الوزن يساوي رطلين . ( القاموس 4 / 274 ) . [2] أي خشنة صغيرة . [3] محمود بن سبكتكين الغزنوي : فاتح الهند وأحد كبار القادة . امتدت سلطنته من أقاصي الهند إلى نيسابور . ( الأعلام 7 / 171 ) . [4] هو محمود بن زنكي ، نور الدين الملقّب بالملك العادل والمعروف بالشهيد : ملك الشام وديار الجزيرة ومصر . وهو أعدل ملوك زمانه وأجلهم وافضلهم . كان من المماليك . ولد في حلب وانتقلت إليه امارتها بعد وفاة أبيه ، وكان ملحقا بالسلاجقة ( الأعلام 7 / 170 ) .
523
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 523