نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 483
أوّل من عرّف العرفاء على الناس لجباية المال وغيره زياد ، وكان يقول : العرفاء كالأيدي والمناكب فوقها . المعاملات أوّل من ضرب الدنانير والدراهم في الإسلام عبد الملك بن مروان ، ضربها بالشأم من فضة خالصة ، وكان الناس قبل ذلك يتعاملون بدراهم الفرس والرّوم ؛ ولما ضربها عبد الملك كتب إلى الحجاج بالعراق باقامة رسم ذلك ، فضرب الدراهم ونقش عليها « قل هو اللَّه أحد » إلى آخر السورة ، فسمّيت الدراهم الأحديّة ، وكرهها الناس لنقش القرآن عليها ، مع أنه قد يحملها المحدث ، فسميت المكروهة . قلت : وقد رأيت درهما من هذه الدراهم الأحدية ، أرانيه بعض أعيان حلب ، وذكر لي أن فلاحا أصاب ركازا لطيفا بها فأحضره إلى نائب حلب خوف عهدته ، فاقتسمه هو وأهل مجلسه ، وعوّضه من كل درهم أضعافه ، فحصل لوالد ذلك الرئيس هذا الدرهم فوصل إليه بعده . أوّل من شدّد في العيار في الدراهم يوسف بن عمر [1] ، أمر أن لا يضرب درهم بنقص حبة فما فوقها ، ثم استخفّ درهما فوجده ينقص حبّة ، فأمر أن يضرب كل رجل من الضرّابين ألف سوط ، وكانوا مائة ضرّاب ، فضرب في نقص حبة واحدة مائة ألف سوط . أوّل من شدّد في خلوص الذهب أحمد بن طولون صاحب مصر والشام ، وذلك أنه حين وجد الكنز المشهور بعين شمس ، وأتي له منه بميّت وعلى صدره لوح ذهب مكتوب بالقبطية فعرّب فإذا فيه : أنا أكبر الملوك وذهبي أخلص الذهب ؛ فقال : قاتل اللَّه من يكون هذا اللَّعين أكبر منه أو ذهبه أخلص
[1] ابن عم الحجاج الثقفي ؛ من جبابرة الولاة في العهد الأموي . قتل في السجن بأمر من يزيد بن خالد القسري سنة 127 ه . ( الأوائل 1 / 370 ووفيات الأعيان 7 / 101 ) .
483
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 483