responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 460


الرجل إذا مات قام أكبر ولده ، فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نكاحها ، فإن لم يكن له فيها حاجة يزوّجها بعض إخوته بمهر جديد ، فكانوا يتوارثون النكاح كما يرثون المال ، فأنزل اللَّه تعالى * ( لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ) * [1] ، وحرم زوجة الأب بقوله * ( ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّه كانَ فاحِشَةً ومَقْتاً وساءَ سَبِيلًا ) * [2] ومن ثمّ سمّي نكاح المقت .
ومنها رمي البعرة : كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها ، دخلت حفشا ( يعني خصّا ) ولبست شرّ ثيابها ولم تمسّ طيبا حتّى تمضي عليها سنة ، ثم يؤتى بدابة : حمار أو شاة أو طير ، فتفتضّ به أي تتمسّح به فقلما تفتضّ بشيء إلا مات ، ثم تخرج بعد ذلك فتعطى بعرة فترمي بها ، ثم تراجع ما شاءت من طيب أو غيره فنسخ الإسلام ذلك بقوله تعالى * ( والَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ويَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً ) * [3] .
ومنها وأد البنات ( وهو قتلهنّ ) . كانوا يقتلونهنّ خشية العار ؛ وممن فعل ذلك قيس بن عاصم المنقريّ ، وكان من وجوه قومه ومن ذوي المال ، وكان سبب ذلك أن النعمان بن المنذر أغزاهم جيشا فسبوا ذراريّهم فأناب القوم وسألوه فيهم فقال النعمان : كل امرأة اختارت أباها ردّت إليه ، وكل من اختارت صاحبها تركت معه ، فكلهنّ اخترن آباءهنّ إلا ابنة لقيس بن عاصم فإنها اختارت صاحبها عمرو بن الجموح ، فنذر قيس أنه لا يولد له ابنة إلا قتلها فكان يقتلهنّ بعد ذلك . وورد القرآن بإعظام ذلك بقوله * ( وإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) * [4] .
ومنها قتل الأولاد خشية الإملاق والفاقة ، فكان الرجل منهم يقتل ولده مخافة أن يطعم معه إلى أن نهى اللَّه تعالى عن ذلك بقوله * ( ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ ) *



[1] سورة النساء / 19 .
[2] سورة النساء / 22 .
[3] سورة البقرة / 234 .
[4] سورة التكوير / 8 .

460

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست