نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 458
خابوا ثلاثة أنصباء من جزور آخر ، وعلى ذلك أبدا يفعل بمن فاز ومن خاب ، فربما نحروا عدّة جزر ، ولا يغرم الذين فازوا من ثمنها شيئا ، وإنما الغرم على الذين خابوا ، وكان عندهم أنه لا يحل للخائبين أن يأكلوا من ذلك اللحم شيئا ؛ فإن فاز قدح الرجل فأرادوا أن يعيدوا قدحه ثانية على خطإ فعلوا ذلك به ؛ وقد نظم الصاحب إسماعيل بن عبّاد أسماء القداح التي لها النصيب فوزا وغرما في أبيات فقال : < شعر > إن القداح أمرها عجيب الفّذّ والتّوأم والرّقيب والحلس ثم النافس المصيب والمصفح المشتهر النّجيب ثم المعلى حظَّه الرّغيب هاك فقد جاء بها الترتيب < / شعر > ومنها الأزلام : وهي ضرب من الطَّيرة ، كانوا إذا أرادوا فعل أمر ولا يدرون ما الأمر فيه ، أخذوا قداحا مكتوبا على بعضها افعل ، لا تفعل ، وعلى بعضها نعم ، وعلى بعضها لا ، وعلى بعضها خذ ، وعلى بعضها سر ، وعلى بعضها سريع ، فإذا أراد أحدهم سفرا مثلا أتى سادن الأوثان ، فيضرب له بتلك القداح ويقول : اللهم أيّها كان خيرا له فأخرجه ! فما خرج له عمل به ، وإذا شكَّوا في نسب رجل أجالوا القداح وفي بعضها مكتوب صريح ، وفي بعضها مكتوب ملحق ؛ فإن خرج الصريح أثبتوا نسبه ، وان خرج الملحق نفوه . وإن كان بين اثنين اختلاف في حق سمىّ كل منهما له سهما وأجالوا القداح فمن خرج سهمه فالحق له وقد نهى اللَّه تعالى عن ذلك بقوله * ( وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ) * [1] . ومنها البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحام . فأما البحيرة ، فكانت الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن عمدوا إلى الخامس منها ما لم يكن ذكرا فشقّوا أذنها وتركوها ، فلا يجزّ لها وبر ، ولا يحمل عليها