نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 356
في الوصية على وفود الحجيج : « وكل هؤلاء إنما يأتون في ذمام اللَّه بيته الذي من دخله كان آمنا ، وإلى محل ابن بنت نبيه الذي يلزمه من طريق برّ الضيف ما أخذ لهم ، وإن لم يكن ضامنا ؛ فليأخذ بمن أطاع من عصى ، وليردع كل مفسد ولا سيما العبيد ، فإن العبد لا يردعه إلا العصا » فقوله : فإن العبد لا يردعه إلا العصا يشير به إلى قول ابن دريد في مقصورته : < شعر > واللَّوم للحرّ مقيم رادع والعبد لا يردعه إلَّا العصا < / شعر > وقد اشتهر النصف الثاني من هذا البيت حتى جرى مجرى المثل ، ولعله كان مثلا سائرا قبل أن ينظمه ابن دريد . ومنه قول الشيخ جمال الدين بن نباتة رحمه اللَّه من توقيع بنظر مدرسة بعد أن قدّم أن أهلها رفعوا قصصهم في طلب ذلك الناظر : « وكيف لا وهو نعم الناظر والإنسان ، وفي مصالح القول والعمل ذو اليدين واللَّسان ، وذو العزائم الذي تقّيدت في حبّه الرّتب ، ومن وجد الإحسان » . يريد البيت المشهور : < شعر > ومن وجد الإحسان قيدا تقيّدا < / شعر > وقد أتى فيه بالاكتفاء ، فزاد في كلامه حسنا وطلاوة . وأعلى منه وأوقع في النفوس قوله بعد ذلك في التوقيع المذكور « فاقتضى علوّ الرأي أن يجاب في طلبه إليهم سؤال القوم ، وأن يتصل أمس الإقبال باليوم ، وأن تبلغ هذه الوظيفة أملها فيه ، بعد ما مضت عليها من الدهر ملاوه [1] ، وهذه المدرسة لو لا تداركه لكانت كما قال الخزاعي » مدارس آيات خلت من تلاوه » . ومن ذلك قول المولى علاء الدين بن غانم في قدمة باسم مظفر الدّين