نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 357
غانم ، وقد صرع لغلغة ، وادّعى بها للملك المؤيد صاحب حماه « الحمد للَّه الذي ظفّر المظفّر بإصابة الواجب من الطير ، ووفّر من السعادة حظَّ من أصاب ووافق الصواب فيمن انتمى إذ تشرف به وتميز على الغير ، وخفر من أسراه ، إلى من يحمد لديه صبح سراه إذ يصبحه من بشره وبرّه كل خير » . أشار في القرينة الأخيرة إلى المثل السائر من قولهم « عند الصّباح يحمد القوم السّرى » وقد تقدّم أنّ أوّل من قال ذلك خالد بن الوليد رضي اللَّه عنه . ومما استعمله أهل الصناعة من أمثال المحدثين نثرا قول الشيخ جمال الدين بن نباتة رحمه اللَّه في وصف خطيب من جملة توقيع : « ومن إذا قام فريدا عدّ بألف من فرائد الرجال تنظَّم ، وإذا أقبل في سواد طيلسانه ، قيل : جاء السّواد الأعظم « فاستعمل المثل السائر في قولهم السّواد الأعظم ، يريدون الجمّ الغفير ، وهو من أمثال المحدثين ، وحسن ذلك لمناسبة لبس الخطيب السّواد على ما جرت به العادة ، وإن كان خلاف السنة : كما صرح به الشيخ محيي الدين النووي [1] رحمه اللَّه من أصحابنا الشافعية . ومن ذلك ما ذكرته في المفاخرة بين السيف والقلم ، وهو : « وأظهر كل منهما ما كان يخفيه ، فكتب وأملى ، وباح بما يكنّه صدره ، والمؤمن لا يكون حبلى » فاستعملت المثل في قولهم « المؤمن لا يكون حبلى » وهو من أمثال المحدثين إلى غير ذلك مما يجري هذا المجرى . وقد تستعمل أمثال المحدثين في الشعر أيضا فتجلو ويروق موقعها ويستظرف ، كما قال القاضي الأرّجاني : < شعر > تأمّل منه تحت الصّدغ خالا لتعلم كم خبايا في الزّوايا < / شعر >
[1] هو يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني الشافعي . علَّامة بالفقه والحديث . مولده ووفاته في « نوا » وإليها نسبته . ( الأعلام 8 / 149 ) .
357
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 357