نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 303
تركت لهم الأحمر والأبيض والأصفر ، والسرير والمنبر ، والملك إلى المحشر ؛ ففرح معاوية وظن أن كلامه يشتمل على قريش كلها ، قال صدقت يا ابن صوحان إنّ ذلك لكذلك فعرف صعصعة ما أراد ؛ فقال ليس لك ولا لقومك في ذلك إصدار ولا إيراد . بعدتم عن أنف المرعى ، وعلوتم عن عذب الماء - قال ولم ذلك ويلك يا ابن صوحان ! فقال الويل لأهل النار ، ذلك لبني هاشم - قال قم ! فأخرجوه - فقال صعصعة : الوعد بيني وبينك لا الوعيد من أراد المناجزة [1] يقبل المحاجزة - فقال معاوية : لشيء ما سوّده قومه ووددت أني من صلبه ؛ ثم التفت إلى بني أمية فقال : هكذا فلتكن الرجال . ومن ذلك ما روي أن سعيد بن عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه دخل على معاوية وابنه يزيد إلى جانبه فقال له : ائتمنك أبي ، واصطنعك حتّى بلَّغك باصطناعه إياك المدى الذي لا يجارى ، والغاية التي لا تسامى ، فما جازيت أبي بآلائه حتّى قدّمت هذا عليّ ، وجعلت له الأمر دوني . « وأومأ إلى يزيد » واللَّه لأبي خير من أبيه وأمي خير من أمّه ولأنا خير منه ! - فقال له معاوية : أمّا ما ذكرت يا ابن أخي من تواتر آلائكم عليّ ، وتظاهر نعمائكم لديّ ، فقد كان ذلك ووجب عليّ المكافأة والمجازاة ، وكان من شكري إياه أن طلبت بدمه حتّى كابدت أهوال البلاء ، وغشيت عساكر المنايا إلى أن شفيت حزازات الصدور وتجلَّت تلك الأمور . ولست لنفسي باللائم في التشمير ، ولا الزاري عليها في التقصير . وذكرت أن أباك خير من أبي هذا - وأشار بيده إلى يزيد - فصدقت لعمر اللَّه لعثمان خير من معاوية ! أكرم كريما ، وأفضل قديما ، وأقرب إلى محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم رحما . وذكرت أن أمّك خير من أمه فلعمري إن امرأة من قريش خير من امرأة
[1] في المثل : إذا أردت المحاجزة فقبل المناجزة ، يضرب لمن يطلب الصلح بعد القتال . ولعل القلب هنا من تصرّف المنشيء . هذا مع امكانية حدوث تصحيف من قبل الناسخ في لفظ « يقبل » . ( انظر اللسان 5 / 414 ) .
303
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 303