نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 302
للفصل المتقدّم قبل ذلك . وهذا باب متسع لا يسع استيفاؤه ، ولا يمكن استيعابه وفيما ذكرنا مقنع . ومن ذلك ما روي أنّ عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أرسل إلى معاوية بالشام كتابا صحبة صعصعة بن صوحان [1] ، فسار به حتى أتى دمشق ، فأتى باب معاوية فقال لآذنه : استأذن لرسول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ؛ وبالباب جماعة من بني أميّة ، فأخذته النّعال والأيدي لقوله : « أمير المؤمنين » . وكثرت عليه الجلبة ، فاتّصل ذلك بمعاوية فأذن له ، فدخل عليه ، فقال السلام عليك يا بن أبي سفيان ! هذا كتاب أمير المؤمنين - فقال معاوية أما إنه لو كانت الرسل تقتل في جاهلية أو إسلام ، لقتلتك . ثم اعترضه معاوية في الكلام ، وأراد أن يستخبره ليعرف طبعا أم تكلفا - فقال له ممن الرجل ؟ - قال من نزار - قال وما كان نزار ؟ قال كان إذا غزا انكمش ، وإذا لقى افترش ، وإذا انصرف احترش [2] . قال فمن أيّ أولاده أنت ؟ - قال من ربيعة - قال وما كان ربيعة ؟ - قال : كان يطيل النّجاد ، ويعول العباد ، ويضرب ببقاع الأرض العماد - قال : فمن أيّ أولاده أنت ؟ - قال من جديلة - قال وما كان جديلة ؟ - قال كان في الحرب سيفا قاطعا ، وفي المكرمات غيثا نافعا ، وفي اللقاء لهبا ساطعا - قال فمن أيّ أولاده أنت ؟ - قال : من عبد القيس - قال وما كان عبد القيس ؟ - قال كان حسنا أبيض وهّابا ، يقدّم لضيفه ما وجد ، ولا يسأل عما فقد ، كثير المرق ، طيب العرق ، يقوم للناس مقام الغيث من السماء - قال ويحك يا ابن صوحان ! فما تركت لهذا الحي من قريش مجدا ولا فخرا ، - قال بلى واللَّه يابن أبي سفيان ! تركت لهم ما لا يصلح إلا لهم ،
[1] من سادات عبد القيس من أهل الكوفة . كان خطيبا بليغا عاملا . له شعر . شهد صفّين مع عليّ ، وله مع معاوية مواقف . ( الأعلام 3 / 205 ) . [2] أي جدّ . قال الأصمعي : انكمش في أمره وانشمر وجدّ بمعنى واحد . وقوله افترش أي صرع . يقال لقي فلان فلانا فافترشه إذا صرعه . وقوله احترش أي كسب أو صاد . ( انظر اللسان ، الجزء السادس . الموادّ : ك م ش / ف ر ش / ح ر ش ) .
302
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 302