نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 304
من بني كلب . وذكرت أنك خير من يزيد فو اللَّه يابن أخي ما يسرّني أن الغوطة عليها رجال مثل يزيد . فقال له يزيد « مه يا أمير المؤمنين ! ابن أخيك استعمل الدالَّة عليك ، واستعتبك لنفسه ، واستزاد منك فزده وأجمل له في ردّك ، واحمل على نفسك ، وولَّه خراسان بشفاعتي وأعنه بمال يظهر به موروثه » فولَّاه معاوية خراسان ، وأجازه بمائة ألف درهم ؛ فكان ذلك أعجب ما ظهر من حلم يزيد . ومن ذلك ما يروى أن زيد بن منبه قدم على معاوية فشكا إليه دينا لزمه فأعطاه ستين ألف درهم ، وكان عتبة بن أبي سفيان قد تزوّج ابنة يعلى أخي زيد بن منبّه ، وهو يومئذ عامل بمصر - فقال له معاوية : الحق بصهرك « يعني عتبة » فقدم عليه مصر فقال : « إني سرت إليك شهرين أخوض فيهما المتالف : ألبس أردية الليل مرّة وأخوض في لجج السراب أخرى ، موقرا من حسن الظن بك ، وهاربا من دهر قطم [1] ، ودين أزم ، بعد غنى جدعنا به أنوف الحاسدين ، فلم أجد إلا إليك مهربا وعليك معوّلا - فقال عتبة : مرحبا بك وأهلا ! إن الدهر أعاركم غنى وخلطكم بنا ، ثم استردّ وأخذ ما أمكنه أخذه ، وقد أبقى لكم منا ما لا ضيقة معه وأنا رافع إليك يدي بيد اللَّه « فأعطاه ستين ألفا كما أعطاه معاوية . ومن ذلك ما يحكى أن عبد العزّى بن زرارة وفد على معاوية وهو سيد أهل الوبر ، فلما أذن له وقف بين يديه وقال يا أمير المؤمنين ! لم أزل أهزّ ذوائب الرجاء إليك ، ولم أجد معوّلا إلا عليك ، أمتطي الليل بعد النهار ، وأسم المجاهل بالآثار ، يقودني إليك أمل ، ويسوقني إليك بلوى ، والمجتهد يعذر ، وإذ بلغتك فقط . فقال معاوية فاحطط عن راحلتك رحلها . وخرج عبد العزّى هذا مع يزيد بن معاوية إلى الصائفة ، وأبوه زرارة عند
[1] كل مشته شيئا فهو قطم . والقطم أيضا الغضبان . ( اللسان 12 / 488 ) .
304
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي جلد : 1 صفحه : 304