responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 301


يموت من دخلها ؛ فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ، ولا تنصرم همومها ، وكونوا قوما مستبصرين في دينهم مستظهرين على حقهم ؛ إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب ، لا يفقهون الإيمان ، ولا يدرون ما الحكمة . دعاهم إلى الباطل فأجابوه ، واستدعاهم إلى الدنيا فلبّوه فاللَّه اللَّه عباد اللَّه في دين اللَّه ! وإياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرى الإسلام ، ويطفىء نور الحق . هذه بدر الصغرى ، والعقبة الأخرى ؛ يا معشر المهاجرين والأنصار امضوا على بصيرتكم ، واصبروا على عزيمتكم . فكأنّي بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة تقصع قصع البعير [1] .
ثم قال : فكأني أراك على عصاك هذه قد انكفأ عليك العسكران يقولون هذه عكرشة بنت الأطرش فإن كدت لتفلَّين أهل الشام لو لا قدر اللَّه وكان أمر اللَّه قدرا مقدورا ؛ فما حملك على ذلك ؟ - قالت يا أمير المؤمنين يقول اللَّه جل ذكره * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) * [2] الآية ، وإن اللبيب إذا كره أمرا لا يحب إعادته - قال صدقت فاذكري حاجتك - قالت كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فتردّ على فقرائنا وقد فقدنا ذلك ، فما يجبر لنا كسير ، ولا ينعش لنا فقير . فإن كان عن رأيك فمثلك من انتبه من الغفلة وراجع التوبة ، وإن كان عن غير رأيك فما مثلك من استعان بالخونة ولا استعمل الظَّلمة - قال معاوية : يا هذه ؛ إنه ينوبنا من أمور رعيتنا ثغور تتفتّق ، وبحور تتدفق . - قالت سبحان اللَّه ! واللَّه ما فرض اللَّه لنا حقّا فجعل فيه ضرارا لغيرنا وهو علَّام الغيوب - قال معاوية هيهات يا أهل العراق نبّهكم عليّ فلن تطاقوا . ثم أمر بردّ صدقاتهم فيهم وإنصافهم .
والشاهد في هذه الحكايات كلام هؤلاء النسوة مع ما فيها : من المراجعات ، والمخاطبات ، والمقاولات ، والمحاورات ، الصالحة للاستشهاد



[1] القصع هو ابتلاع جرع الماء . وقصع البعير : مضغ . ( اللسان 8 / 274 ) .
[2] سورة المائدة / 101 .

301

نام کتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا نویسنده : أحمد بن علي القلقشندي    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست